ثم قال: إن الذى ينبغى أن نقدمه قبل ذلك مما ينتفع به فى هذا القول بآخرة، | وهو أن ما كان من الأجسام يتفرق وينفصل بعضها من بعض لحدة حركة النار ولطفها وصغر أجزائها فالآلام العارضة فيها حارة. وما كانت حالها على ضد هذه الحال كان الألم العارض فيها باردا. وإن الأجسام االتى تدعى صلبة هى التى ينقبض لها اللحم منا، والأجسام اللينة هى التى لا ينقبض لها اللحمم منا. وكذلك سائر الأشياء الباقية فإنها تدعى صلبة أو لينة بحسب انقباضها وممانعتها. وإن الأشياء التى ثباتها وتمكنها على شىء صغير تنقبض وتتضام لما كان ثباته وتمكنه على أشياء عظيمة. ولهذا صارت الأرض أشد مدافعة وممانعة، وذلك أن تمكنها وثباتها فقط يكون على المربعات. وإن الأشياء الثقيلة هى التى تتحرك إلى وسط العالم والخفيفة هى التى تتحرك إلى سطح العالم. وإنما قال وسط العالم لا أسفله لأنه يرى أن شكل العالم كرى، و كذلك قوله سطح العالم لا علوه. وإن الجسم الأملس يكون عند اختلاط الكثافة بالاستواء، وأما الخشن فمتى اختلطت الصلابة بغير الاستواء
[chapter 14]
وإن السبب فى الأشياء اللذيذة والأشياء المؤذية يصح البحث عنه إن نحن تقدمنا فبحثنا عن الآلام المحسوسة وغير المحسوسة. وإن السبب فى كون هذه الأشياء طبيعة الجوهر القابل للتأثير متى كانت حركته سهلة أو عسرة.
مخ ۱۸