309

نوی په حکمت کې

الجديد في الحكمة

پوهندوی

حميد مرعيد الكبيسي

خپرندوی

مطبعة جامعة بغداد

د چاپ کال

1403م-1982م

د خپرونکي ځای

بغداد

والكمال الخاص بالنفس الناطقة ، من جهة القوة العقلية ، أن | يصير عالما عقليا مرتسما فيه صورة الكل ، والنظام المعقول فيه ، | والخير الفائض إليه ، فيكون حينئذ موازيا للعالم الموجود كله ، مشاهدا | | لما هو الحسن والخير المطلقين .

وهذا أتم وأفضل من كمالات القوى الأخرى ، بل هو في مرتبة | يقبح معها أن يقال : إنه أفضل وأتم ، إذ لا نسبة له إليه فضيلة وتماما | وكثرة ، وسائر ما يتم به التذاذ المدركات ، مما ذكر .

ثم كيف يقاس دوام الأبدي بدوام الفاسد المتغير ، وكيف يكون | حال ما وصوله بملاقاة السطوح ، إلى ما هو متغلغل في كنه المدرك ، | وكيف يقاس كمال الادراك إلى الادراك ، والمدرك إلى المدرك .

فإن العقل أكثر عدد مدركات من الحس ، وأشد تقصيا | ( لوحة 335 ) للمدرك وتجريدا له عن الزوائد ، وخوضا في باطنه | وظاهره . وشواغل البدن وعوائقه تمنع من الاشتياق إلى ذلك الكمال | اشتياقا يناسب مبلغه .

فإن اشتغال النفس بالمحسوسات يمنعها من الالتفات إلى المعقولات | فلا تجد منها ذوقا ، فلم يحصل لها إليها شوق كالعنين الذي لا يشتاق | إلى الجماع ، والأصم الذي لا يشتاق إلى سماع الألحان .

مخ ۴۶۹