308

نوی په حکمت کې

الجديد في الحكمة

پوهندوی

حميد مرعيد الكبيسي

خپرندوی

مطبعة جامعة بغداد

د چاپ کال

1403م-1982م

د خپرونکي ځای

بغداد

ونحن نجد النفس التي قد تبين أن ماهيتها ليست شيئا مغايرا | لادراكها ذاتها ، لا تتغير ولا تنتقص في إدراكها ذاتها ، تتغير أعراضها | | واختلافها يكون كمالا لها أو نقصا ، فهي إذن لا تنعدم ألبتة .

وأنت تعلم أن النفس إذا فارقت البدن ، ولم تتعلق ببدن آخر ، | فإنه يزول عنها الاشتغال بقوى البدن ، فيخلص لها اشتغالها بذاتها ، | فتشاهد ذاتها مشاهدة تامة .

وقد عرفت معنى هذه المشاهدة ، ولا شك أن الشعور بالوجود | سعادة ، وإذا فارقنا البدن ، كان شعورنا بذواتنا أتم ، لأنا لا نشعر | بذواتنا ، مع العلاقة البدنية ، إلا مخلوطا بالشعور بالبدن . وكذلك | تكون معقولاتنا أتم تجردا ، وذلك لأنا لا نعقل سببا ونحن بدنيون ألا | ويقترن به خيال ، أو ما يشبه الخيال .

فإذا انقطعت العلاقة بين النفس والبدن ، وزال هذا الشوب ، | صارت المعقولات العقلية ، والشعور بالذات مشاهدة ، فكان التذاذ | النفس بحياتها أتم وأفضل .

وللنفس باعتبار كل قوة نفسانية لذة وخير وأذى وشر ، يختص | بتلك القوة . فلذة الشهوة الكيفية الملائمة ، ولذة الغضب الظفر ، ولذة | الوهم الرجاء ، ولذة الحفظ تذكر الأمور الماضية .

وأذى كل واحد منها ما يضاده ، وكل ما كماله أفضل وأتم وأدوم | وأكثر وأوصل إليه ، فاللذة له أبلغ وكذا الذي هو في نفسه أكمل | فعلا ، وأفضل وأشد إدراكا .

مخ ۴۶۸