نوی په حکمت کې
الجديد في الحكمة
پوهندوی
حميد مرعيد الكبيسي
خپرندوی
مطبعة جامعة بغداد
د چاپ کال
1403م-1982م
د خپرونکي ځای
بغداد
ژانرونه
كما إذا كنا بين مشاعل كثيرة في الليل ، فلا نرى الكواكب ومن | | بعد عن تلك الأضواء يراها بهواء الجو ، لعدم تلونه على صرافته ، | لا يستضيء إلا بمخالطة ماله لون .
وقد تحدث من بقية مادة الشهب السموم ، مع أنه قد يكون أيضا | من عبور الريح ، على أرض غلب عليها التسخن .
وأما ما يحدث في الأرض فهو إما على وجهها أو تحتها . فمن ذلك | ارتفاع الجبال والتلال .
وسببه أن الحر العظيم إذا صادف طيفا كثيرا لزجا ، اما دفعه أو | على مرور الأيام ، عقده حجرا عظيما . وذلك الطين بعد تحجره | تختلف أجزاؤه في الصلابة والرخاوة . والمياه القوية الجري ، أو الرياح | العاصفة ، تحفر الرخوة فتبقى الصلبة مرتفعة ، لكون الرياح والسيول | لا تزال تغوص في تلك الحفر . وقد تتكون الجبال من تراكم عمارات | تجزأت في أزمنة متطاولة ، ومن غير ذلك .
ومنافع الجبال كثيرة ، فإن كثيرا من العيون والسحب والمعادن | تتكون فيها ، أو فيما يقرب منها ، فإنها لصلابتها لا تنفصل الأبخرة | عنها ، بل تحتقن فيها ، فتصير مبدأ للعيون ، كما ستعرف .
ويشبه أن يكون مستقر الجبال مياها ، وقد شبهت الجبال بالأنابيق | والأراضي التي تحتها بالقروع ، والعيون بالأذناب ، والبحار والأودية | بالقوابل ، وفي باطن الجبال من النداوات ما ليس في سائر الأراضي ، | وهي بسبب ارتفاعها أبرد ، فتبقى على ظواهرها من الأنداء والثلوج ، | ما لا تبقى على غيرها .
والأبخرة المتصاعدة تحتبس فيها ، فلا تتفرق ، ولا تتحلل . وكل | ذلك ، مما يوجب تكون السحب ، ولكون مواد المعادن ، وهي الأبخرة | الباقية مدة مديدة ، في موضع واحد ، يوجد فيها كثيرا ، كانت المعادن | فيها كثيرة . |
مخ ۳۶۷