141

جابر بن حیان

جابر بن حيان

ژانرونه

فإن كان أزليا، كان المزاج أزليا؛ والمزاج هو العالم بما فيه من كائنات، إذن فالعالم أزلي، وذلك رأي باطل. (2)

وإن كان المزاج محدثا، كان ذلك بمثابة القول بأن شيئا نشأ عن لا شيء، وهذا محال.

وكذلك إذا كان فعلهما المزاج محدثا، فليس يخلو الأمر من أن يكون: إما أنهما يتفاعلان في وقت واحد، وإما أن أحدهما سبق بفعله فعل الآخر: (1)

فإن كان فعلهما المزاج معا وفي دفعة واحدة، فكل واحد منهما مازج صاحبه وممزوج صاحبه؛ والمازج غير الممزوج؛ إذن فكل منهما غير نفسه وغير صاحبه في آن معا، وهذا محال. (2)

وأما إن كان أحدهما سبق الآخر بفعله، فلا يخلو السابق من أن يكون قد استنفد قوته الفاعلة فوقف فعله ثم بدأ الآخر يفعل؛ أو أن يكون السابق لم تتناه قوته الفاعلة، وفعل الآخر معه في وقت واحد.

فإن قلنا إن السابق قد تناهت قوته قبل أن يبدأ الآخر فعله، فقد قلنا بالتالي إن اللامتناهي قد أصبح متناهيا. وهذا باطل؛ وأما إن قلنا إن الثاني بدأ فعله في نفس الوقت الذي كان الأول فيه ماضيا في فعله، لزم عن ذلك ما أسلفناه، وهو أن يكون كل منهما فاعلا في غيره ومنفعلا بغيره ، أي أنه غير نفسه وغير صاحبه في آن واحد (غير نفسه لأنه ينفعل فيتغير عما كان، وغير صاحبه لأنه فاعل فيه وصاحبه منفعل به) وهذا باطل. (ب)

أما إن كان أحدهما فقط يفعل المزاج في صاحبه، فلا يخلو هذا الفعل من أن يكون إما أزليا وإما محدثا: (1)

فإن كان أزليا كان المزاج أزليا، وكان العالم أزليا كذلك. وهذا باطل.

11 (2)

وإن كان ذلك الفعل محدثا، فمعنى ذلك أنه كان مسبوقا بحالة لا فعل فيها، ثم جاء الفعل من عدم، مع أن الفعل وجود - والفعل هنا هو الطبيعة - فكأننا نقول إن الطبيعة وجدت من عدم. وهذا باطل. (ج)

ناپیژندل شوی مخ