138

جابر بن حیان

جابر بن حيان

ژانرونه

ميتين، وليس في الوجود سواهما، لامتنعت الحياة، لكن الحياة موجودة، فكأننا نقول إن الحياة معدومة موجودة، وهو محال. (ج)

أحدهما حيا والآخر ميتا، فلا يخلو الميت من أن يكون يقبل الحياة من الحي أو لا يقبلها منه: (1)

فإن كان لا يقبلها منه، فليس يصير حي إلى الموت البتة؛ لأنه لا موات في جوهره؛ فموت الحي إذن معدوم، لكن موت الحي موجود، فكأننا قلنا عن الموجود إنه معدوم. (2)

وإن كان الميت قابلا للحياة، فلا يخلو قبوله هذا من أن يكون دائما أو غير دائم: (أ)

فإن كان دائما، كان الموجود حيين حياة دائمة، فلا موت، مع أن الموت موجود. (ب)

وإن كان غير دائم، فلا يخلو ذلك من أن يكون إما من ذاته وإما من الحي؛ فإن كان من ذاته فقد حدث في الأزلي ما لم يكن فيه؛ إذ تكون بمثابة من يقول عنه إنه في أزليته كان قابلا للحياة وغير قابل لها؛ أي أنه يحمل الضدين وهو محال؛ وأما إن كان ذلك من الحي - لا من ذاته - فكأن الحي يفعل ما يمنع الحياة وهو محال. (ج)

ولو كان كل واحد من الكونين الأولين حيا ميتا معا، فلا يخلو أن يكون ذلك إما في الكل وإما في أحد أجزائه؛ فإن قلنا: إنه حي ميت في جزء دون جزء، كان بين الجزء الحي والجزء الميت من الكون الواحد، ما يكون بين الكونين اللذين يكون أحدهما حيا والآخر ميتا؛ وأما إن كان ذلك في الكل، فلن يخلو ذلك من أن يكون هذا في وقت واحد، أو في وقتين مختلفين: (1)

فإن كان الكون الواحد حيا ميتا في وقت واحد، كان هذا محالا. (2)

وإن كان حيا ميتا في وقتين مختلفين، اقتضى ذلك أن يتحول الكائن الأزلي إلى صفة لم تكن فيه؛ إذ لو كان في أزليته حيا ثم تحول ميتا، أو كان ميتا ثم تحول حيا، لحدث له ضد ما كان له في الأزل، وهو محال.

9

ناپیژندل شوی مخ