3 ، س ب
2
س
3 .
41 (5) تكوين الحيوان
الرأي عند جابر بن حيان هو أن العالم الكيموي في مستطاعه أن يحول أي كائن على أي كائن آخر، ما دامت هذه الكائنات من المركبات وليست هي من العناصر الأولية البسيطة؛ فليس الأمر بمقصور على تحويل معدن إلى معدن وحجر إلى حجر، بل إنه ليتعدى ذلك إلى عالمي النبات والحيوان بغير استثناء الإنسان نفسه؛ وكل الفرق بين حالة وحالة هو في طريق السير في التجارب التي نجريها للتحويل؛ فما يخرج من الحجر يرتد إلى حجر بطريق مباشر، أما ما يخرج من النبات أو الحيوان فلا يرتد نباتا ولا حيوانا إلا إذا مر أولا بمرحلة الحجرية؛
42
أي أنك إذا أردت تحويل كائن حي إلى كائن حي آخر، كان لا بد في ذلك من تحويل الكائن الحي المراد تحويله إلى جماد خال من الحياة أولا - أي إلى حجر - ثم بعد ذلك تجرى التجارب التي تعيد تشكيل هذا الجماد على الصورة التي تكسبه الحياة على النحو المطلوب.
ولعل أغرب ما في هذا الموضوع هو محاولة جابر صناعة الإنسان على أي صورة شاء، وموضع الغرابة عندي هو أن يصدر هذا عن رجل يعتقد في ديانة تجعل خلق الإنسان من شأن الله وحده؛ فلا بد أن يكون ثمة وجه لتبرير ذلك عند جابر ولكني لا أراه؛ وما أقرب الشبه بين الأحلام التي ساورت جابرا في زمانه من حيث محاولته خلق تكوينات حية شاذة عن الكائنات المألوفة، أقول ما أقرب الشبه بين هذه الأحلام وبين ما قد تحقق هذه الأيام من «تطعيم» الحيوانات بعضها ببعض، فيركبون أعضاء حيوان في جسم حيوان آخر وهكذا؛ فانظر - مثلا - إلى جابر وهو يحدثنا عن الطريقة التي يمكن بها أن ننقل وجه رجل إلى جسم جارية، أو أن ننقل بها عقل رجل إلى جسم صبي صغير.
43
ناپیژندل شوی مخ