وفي يوم الاثنين حادي عشر ذي القعدة المذكور، وصل جندي من حلب يسعى في إقطاع ناصر الدين بن التفا الحلبي، الذي تقدم موته بالقاهرة، في رمضان، ومع هذا الجندي مكاتبات، من نائب حلب، بالوصية عليه، فغضب السلطان على نائب حلب، لمكاتبته في إقطاع من مات بالقاهرة، ومن المعلوم أن السلطان لا يترك النظر في
قصة دولات باي:
ذلك ساعة موت من خلف الإقطاع، فعين دولات باي الدويدار الكبير، لنيابة حلب، فبالغ دولات باي في الاستعفاء من ذلك، والترقق، بادعاء العجز، والضعف، وأصر السلطان على ما أمر به، ثم رجع.
قصة رزمك:
وفي هذا اليوم غضب السلطان على شخص من الجند، يقال له: رزمك، كان من المقربين عنده، وكان ممن يضحكه، فأمر بنفيه إلى طرسوس، ثم شفع فيه قانباي الشركسي، أمير آخور، فترك، فشفع في نائب حلب فأبقي، واستقر دولات باي على حاله.
ابن الباعوني:
وفي هذا الحد، وردت كتب نائب الشام، أن ابن الباعوني، قاضي دمشق حوسب كما برزت به المراسيم الشريفة، فلم يظهر في جهته درهم واحد، وأن جميع مباشري الأوقاف التي تحت يده برأوه غاية التبرئة، وأخبروا: أنه لم يتناول معاليمه، فضلا عن غيرها، وكتبت بذلك محاضر، وجاء كتاب الحمصي، بأن الشاميين تعصبوا عليه، خوفا من عود الباعوني؛ لتمكنه بأنواع التمكن، فأمر السلطان أن يؤتى بالباعوني، وجميع مباشري الأوقاف إلى القاهرة.
مخ ۱۶۱