اتحاف ابناء العصر بتاريخ ملوك مصر
إتحاف أبناء العصر بتاريخ ملوك مصر
ژانرونه
ذكر الملك سياكزار من 635-595ق.م
ولما مات الملك فراوورت تقلد ابنه المسمى «سياكزار» بملك الميديين، فكان أكثر حبا للجهاد من والده، وفي مبدأ أمره خرجت عن طاعته أمة الفرثيين، فسار إليهم بجيشه وحاربهم وأطاعهم، ثم عزم على تتميم قصد والده، وهو فتح مدينة نينوى، ولحسن تدبيره وسياسته تعاهد مع ملك الكلدانيين، وهو نابو بولصر. وزوج ابنته لابن ملك الكلدانيين المذكور، وهو بختنصر السابق الذكر بشرط أن يقتسما دولة بني آشور، فاجتمع جيش الميديين مع الكلدانيين، وأغاروا على مملكة آشور، وذلك بعد وفاة ملكها «ديليلي» سنة 635، وحاصروا مدينة نينوى، إلا أن في ذلك الوقت نزل أقوام عديدة من السيتيين وشنوا الغارة على سائر البلاد الميدية، فرجع الملك سياكزار من الحصار وأراد أن يوقف إغارة هؤلاء الأقوام، فلم يمكنه وانهزم، واضطر لأن يصير تحت طاعة هؤلاء الأقوام المتوحشين، واستمروا مدة 19 سنة يخربون في بلاد آسيا إلى أن وصلوا إلى الديار المصرية، ثم قام الميديون وأشهروا لواء العصيان وطردوا من كان عندهم من هؤلاء الأقوام.
وبعد ذلك قام الملك «سياكزار» وجدد المعاهدة مع نابو بولصر لتنفيذ ما كان قد عقد عزيمته عليه، وتحبب إليه العزم على خراب مدينة نينوى، فقاما لحصار تلك المدينة، وظفرا بها تمام الظفر، وقسما البلاد الآشورية إلى قسمين، فأخذ الميديون جهة الشمال، واستولى البابليون على جهة الجنوب، ثم بعد ذلك بثلاث سنوات - أعني سنة 603ق.م - حصلت حروب بينه وبين ملك الليديين، تمت هذه الحروب أخيرا بالصلح بينهما، وتزوج ابن الملك «سياكزار» المدعو «إستياج» بابنة الملك أليات ملك الليديين.
ذكر الملك إستياج وزوال مملكة الميديين من 595-560ق.م
وكان إستياج بن سياكزار المذكور قد خلف أباه على سرير الملك في سنة 595ق.م، وكان ملكا ظالما، لا فخر ولا مجد له. وكان قد رأى في المنام أنه يعزله عن سرير مملكته ابن بنته المسماة باسم «مندانه»، وكان قد زوجها بولد من ذرية العائلة الفارسية القديمة، يدعى قمبيز - غير قمبيز الذي فتح مصر - فأراد أن يقتل الطفل الذي ولد لهما عند ولادته وهو «قيروش»، وكلف بهذه المأمورية رجلا من كبار ضباطه يقال له هرباجوس، وهذه القصة مبنية على ما حكاه أهل فارس نفسهم في حكاياتهم الأهلية ورواياتهم التاريخية، أن هرباجوس المذكور لما أمره الملك إستياج بفعل هذه المأمورية أخذته الرأفة على هذا الطفل ، فألقاه عند راع من الرعاة، فلما كبر خرج ذات يوم يلعب مع الأطفال، ويجري صورة رسوم المملكة عليهم، ويلقي الأوامر العلية إليهم، فعرفه الملك بتقاطيع وجهه فأخذه إلى قصره وضمه إلى دولته، وانتقم الملك من هرباجوس المذكور بأن أطعمه لحم ابنه في هيئة لحم جدي مشوي، فحقد هرباجوس المذكور، وحمل قيروش على الخروج عن طاعة جده وساعده على ذلك، فعمل الحيلة، وتوصل لأن أشعل نيران الفتنة والعصيان عند أبناء أوطانه الأصليين؛ أعني الأقوام الفارسيين، وكان الملك إستياج قد أساء التدبير؛ إذ قلد هرباجوس هذا برياسة جنده المتوجه لقمع الفتنة لداعي ما كان قد أسره في باطنه من الحقد عليه بما أجراه من ذبح ولده وإطعامه إياه، فترك راية الظفر ومزية الغلبة لرئيس جند القوم الفارسيين على الميديين، فقام الملك بنفسه على رأس جنوده، وأراد أن يدفع الجنود الفارسية فلم ينجح ووقع نفسه في يد أعدائه، وكان قد مكث على سرير السلطنة مدة 35 سنة، وهو آخر ملوك الدولة الميدية. (2-3) تاريخ الفرس القديم
ذكر قيروش 559-545ق.م
وكانت هزيمة «إستياج» المذكور وافتتاح بلاد ميد أن صار بيد الملك قيروش «كسرى الأول» الولاية السلطنية على سائر البلاد التي كانت تابعة للسلطنة الميدية، وصار له اليد العليا، خصوصا على الأمم الإرانيين المتوطنين فيما وراء جبال «هندوكوش» وصحارى بلاد القرمان، فبادر بوضع اليد بالفعل عليها، وأجرى رسوم السلطنة بالعمل فيها، وقد كان ذلك الأمر سهلا عليه؛ إذ كان سائر الملل يميلون إليه.
ولما كانت بلاد بكتريان معرضة لكثرة إغارات الأقوام الأغراب، وتكرر سقوط هؤلاء القبائل المتوحشة عليها بالقتل والنهب، كان أول ما تعلقت به همة الملك «قيروش» أن ابتدأ لقصد الحصول على الأمن فيها بأن حارب القوم التورانيين (المسمين الساسيين) وهم قوم من أقوام «يأجوج ومأجوج» كانوا قاطنين حوالي ينابيع نهر سيحون «سيرداريا»، فغلبهم وانتصر عليهم وأسر ملكهم المسمى «آمورجيس»، وجعل بلادهم سترابية أي محكومة بحاكم يدعى ستراب «أي مرزبان» بمعنى العامل على إقليم من أقاليم الدولة الفارسية، وفتح البلاد المجاورة لجبال القوقاز بعد أن قاسى فيها مقاساة عظيمة، وهلك منه أناس كثيرون، وقد أدخل تحت طاعته كلا من إقليمي طاغستان والجرج والأقوام المدعوين باسم «الكولشيديين» سكان إقليم كولشيدة، (وهو المعروف الآن بولايتي إيمرسيا ومنغوليا)، وكذا الأقوام الذين كانوا قاطنين في الجبال الكائنة على الساحل الجنوبي الغربي من بحر الخزر وهم المارديون والمكرونيون وأمة الطبرانيين، وهم قوم كانوا مشهورين عند الأمم السالفين من أقدم الأعصار السالفة بعمل المصنوعات المعدنية، وباختراع حديد الصلب كلهم كانوا أطاعوا لصولته، ودخلوا تحت أسر دولته، وبذلك صار قيروش الفارسي المذكور مستوليا على سائر الأقطار الكائنة بآسيا الصغرى - بلاد الأناضول الآن - إلى حد نهر قزيل يرموق.
وكان «كريزوس» ملك الليديين - أمة بآسيا الصغرى - معاصرا لقيروش، وكان هذا الملك مشهورا بغناوته، فاتفق ذات يوم أنه وجد أحد فلاسفة اليونان المدعو «سولون» في معيته، فسأله: هل يوجد أحد في الدنيا أغنى مني؟ فجاوبه هذا الفيلسوف اليوناني قائلا: إن الإنسان لا يعد نفسه غنيا إلا إذا انقضت باقي أيامه بالسلم. فلم تمض مدة من الزمن إلا وقد ثبت كلام هذا الفيلسوف الأجنبي.
نصرة قيروش على كريزوس:
ناپیژندل شوی مخ