إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم
إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم
خپرندوی
دار الإيمان
د ایډیشن شمېره
-
د خپرونکي ځای
القاهرة
ژانرونه
٥- ويدل الوصف الشخصي للنبي ﷺ ب (الرسول)، والوصف الوظيفي له ب (البلاغ) على المصدر الإلهي لتعلم الأنبياء، وذكر هذا والتأكيد عليه هو دأب كل نبي ورسول يقولون: إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ (الأحقاف: ٢٣) أي لا أعلم من ذلك إلا ما علمني الله، وإنما أنا رسول إليكم من الله مبلغ أبلغكم عنه ما أرسلني به من الرسالة «١»، فهذا قول هود ﵇، ومثله قول النبي ﷺ قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ (الكهف: ١١٠) «أي قل يا محمد إنما أنا بشر مثلكم من بني ادم لا علم لي إلا ما علمني الله» «٢» ومثله على لسان يوسف ﵇: ذلِكُما مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي (يوسف: ٣٧)، وكان يبلغهم بالقران كمادة أساسية في منهاج التبليغ، فيحاولون إبعاده عن ذلك، وصرفه عنه فيقولون ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ (يونس: ١٥)، فيكون رده هو التأكيد على هذه المصدرية كما في قوله تعالى قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي (يونس: ١٥) «وإنما هو رسول مبلّغ، ومأمور متبّع» «٣» .
ونظرا لهذه المقتضيات يحاسب الرسل على ذلك كما في قوله ﷿: لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ (الجن: ٢٨)، وكما في قوله ﷻ: ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ (المائدة: ١١٧) .
_________
(١) انظر: تفسير الطبري (٢٦/ ٢٥) .
(٢) الطبري (١٦/ ٣٩)، مرجع سابق.
(٣) الطبري (١١/ ٩٥)، مرجع سابق.
1 / 24