ثم ابتعث الله عز وجل النبي محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وختم به الرسالة ، ونحن من مبعثه على نحو من أربع مائة عام (¬1) ، فدل ذلك على قرب الساعة ، وأزف القيامة ، وتحقيق ذلك قول الله تعالى: { اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون (1) } [الأنبياء] . وقوله: { اقتربت الساعة وانشق القمر (1) } [القمر] . وقول النبي صلى الله عليه: (( بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعيه )) (¬2) .
فانظروا - رحمكم الله - في حسن نظر الله عز وجل لعباده ، بما ذكرناه ، واعتبروا به ، واستعدوا للدوام والبقاء . فلها خلقتم ، فكأن الواقعة قد وقعت ، والحآقة قد حقت ، { فريق في الجنة وفريق في السعير (7) } [الشورى] . ولا يصدنكم عنها الشيطان ، وأتباع الشيطان ، كما قال تعالى: { إن الساعة ءاتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى (15) فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى (16) } [طه] . وفقنا الله وإياكم لطاعته ، واتباع مرضاته .
مخ ۶۰