قالت حليمة: ولقد كان رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) مس ضرع شاة لنا يقال لها أطلال فما نطلب منها ساعة من الساعات إلا حلبت عبوقا وصباحا، وما على الأرض شىء تأكله دابة.
«ذكر ما أحدثته قريش بعد الفيل»
لما أهلك الله أبرهة، وسلط عليه الطير الأبابيل ازدادت قريش والعرب فى تعظيم الحرم، والمشاعر العظام، والشهر الحرام، ووقروها، ورأوا أن دينهم خير الأديان وأحبها إلى الله، (1) وقالت قريش: نحن أهل الله (1)، وبنو إبراهيم، وولاة البيت الحرام، وساكنوا (2) حرمه وقطانه، فليس لأحد من العرب مثل حقنا ولا مثل منزلتنا، ولا تعرف العرب لأحد مثل ما تعرف لنا. فابتدعوا عند ذلك أحداثا فى دينهم، أداروها بينهم، قالوا: لا تعظموا شيئا من الحل كما تعظمون من الحرم، فإنكم إن فعلتم ذلك استخفت العرب بحرمكم، وقالوا: قد عظموا من الحل مثل ما عظموا من الحرم؛ فقصروا/ عن مناسك الحج؛ فتركوا الوقوف على عرفة، والإفاضة منها- وهم يعرفون ويقرون أنها من المشاعر والحج ودين إبراهيم، ويقرون لسائر العرب أن يقفوا عليها، وأن يفيضوا منها- وجعلوا موقفهم فى طرف الحرم (3) من نمرة بمفضى المأزمين، يقضون به عشية عرفة، ويظلون
مخ ۶۳