ويقال: إن أبرهة فى بعض طريقه بعث رجلا من بنى سليم يدعو الناس إلى حج بيته الذى بناه، فتلقاه أيضا رجل من الحمس (1) من بنى كنانة فقتله، فازداد بذلك الأمر حنقا وجرأة، وأحث السير والانطلاق، وجعل أبرهة لا يمر على حى من العرب إلا استتبعهم فتبعوه، فأقبل فى جمع كثير من الحبشة وحمير وكندة، فلما افترقت الطريقان؛ طريق إلى مكة وطريق إلى الطائف تآمر ذو نفر ونفيل ومن معهما فقالوا: يذهبون إلى بيت الله الذى ليس له فى الأرض بيت غيره لهدمه؟! الفتوه واشغلوه بثقيف عسى أن يجد عندهم ما يكسره.
فمالا به إلى الطائف، فلم يشعر أهل الطائف إلا بأبرهة قد جاءهم ضحى معهم الفيلة والدهم من الناس، فخرج إليه مسعود بن معتب فى رجال من ثقيف، فلما رأى مسعودا قال: ما أنت؟ قال مسعود:
أيها الملك خرجت لأمر تريده فامض للذى تريد أمامك، ليس بيتنا هذا البيت الذى تريد- يعنون اللات (2)- وما عندنا مكان يحج إليه، إنما البيت الذى يحج إليه العرب بمكة، ونحن عبيدك (3) سامعون لك مطيعون، وليس لك عندنا خلاف، ونحن نبعث (3) معك من يدلك. فتجاوز عنهم، ودعا أبرهة ذا نفر ونفيلا فقال:
مخ ۲۴