عرض له فقاتله، فهزم ذو نفر، فأتى به أسيرا، فلما أراد قتله قال له ذونفر: أيها الملك لا تقتلنى فعسى أن يكون مقامى معك/ خيرا لك من قتلى. فتركه من القتل وحبسه عنده فى وثاق.
ومضى أبرهة على وجهه يريد ما خرج إليه، حتى إذا كان فى أرض خثعم عرض له نفيل بن حبيب الخثعمى فى قبيل من خثعم:
شهران وناهس، ومن تبعه من قبائل العرب، فقاتله فهزمه أبرهة، وقتل من قتل، وأخذ نفيل له أسيرا فأتى به فأمرأن يضرب عنقه، فقال نفيل: أيها الملك لا تقتلنى فإنى دليلك بأرض العرب، وهاتان يداى [لك] (1) على قبيلتى (2) خثعم: شهران وناهس؛ يمينى على شهران وشمالى على ناهس، بالسمع والطاعة. فأعفاه وخلى سبيله، وسار به معه ومعه ذو نفر فهما دليلاه.
وقيل إنهم لما نزلوا بأرض خثعم تنحت خثعم عن طريقهم، فكلمهم نفيل الخثعمى- وكان يعرف كلام الحبشة- فقال:
(3) هذان على سمر (3)؛ إن قوسى على أكلب، وسهمى على قحافة، وأنا خادمك. فسار معه وأحبه، فقال له نفيل: إنى أعلم الناس بأرض العرب، وأدرى (4) بطريقهم. فطفق فى مسيرهم يجنبهم الأرض ذات المهد حتى تقطعت أعناقهم عطشا (5).
مخ ۲۳