وَأما قَوْله لَا يظله فَوق وَلَا يقلهُ تَحت وَلَا يُقَابله حد وَلَا يزاحمه عِنْد وَلَا يَأْخُذهُ خلف وَلَا يحده أَمَام وَلم يظهره قبل وَلم يفنه بعد وَلم يجمعه كل وَلم يوجده كَانَ وَلم يفقده لَيْسَ فَهَذَا الْكَلَام أَكْثَره مُجمل وَفِيه مَا هُوَ حق وَفِيه مَا هُوَ بَاطِل
فَقَوله لَا يظله فَوق حق إِذْ ظَاهره أَن الله لَيْسَ فَوْقه شئ وَكَذَلِكَ قَالَ النَّبِي ﷺ فِي الحَدِيث الصَّحِيح أَنْت الأول فَلَيْسَ قبلك شئ وَأَنت الآخر فَلَيْسَ بعْدك شئ وَأَنت الظَّاهِر فَلَيْسَ فَوْقك شئ وَأَنت الْبَاطِن فَلَيْسَ دُونك شئ
واما قَوْله لَا يقلهُ تَحت فَإِن اراد بِهِ أَن الله لَيْسَ فَوق الْخلق فَهَذَا لَيْسَ بِحَق وَالنَّبِيّ ﷺ لما قَالَ أَنْت الظَّاهِر فَلَيْسَ فَوْقك شئ لم يقل لست فَوق شئ بل قَالَ انت الْبَاطِن فَلَيْسَ دُونك شئ وَلم يقل لَيْسَ لَك دون وَلَا قَالَ لست مَوْصُوفا