الوجه الرابع أن يقال له من من المقربين كان يقف عند مشهد القيومية فيرد جميع الأفعال إلى الخالق من غير أن يشهد أنها أفعال لفاعليها يستحقون عليها المدح والذم والثواب والعقاب
وهذا القرآن ينطق عن جميع الأنبياء والمرسلين وهم سادات المقربين بأنهم كانوا يفرقون بين المعروف والمنكر والإيمان والكفر والتوحيد والشرك ويأمرون بعبادة الله وحده وينهون عن عبادة ما سواه ولو لم يشهدوا إلا القيومية التي ترد فيها الأفعال إلى خالقها لم يأمروا ولم ينهوا ولم يمدحوا يذموا فإن العبد لا يأمر الله ولا ينهاه ولا يذمه ولا يعاقبه والأنبياء كلهم على شهود الفرق ومدح المحسن وذم المسيء وإن كانوا مقرين بأن الله خالق كل شيء وربه ومليكه فشهود القيومية العامة لا يناقض أن يفعلوا ما أمروا به وأن يأمروا الخلق بعبادة الله وحده وينهوهم عن عبادة ما سواه بل عامة بني آدم من المسلمين والكفار يقرون بالقدر وبهذه القيومية وهم مع هذا يثبتون الفرق بين المطلوب والمرغوب ويمدحون من فعل ما يوافق مرادهم ويذمون من خالف ذلك ولا يرون الإقرار بالقيومية مناقضا لذلك
مخ ۳۶۲