ويقول أحدهم إن مشاهدة العارف المنتهي في القربة لحكم الله الذي هو مشهد مشيئته العامة لم يدع له استحسان حسنة ولا استقباح سيئة
وقد يقول أحدهم هذا العارف يكون الجمع في قلبه مشهودا والفرق على لسانه موجودا
ومرادهم بالجمع شهود القدر وهؤلاء غاية تحقيقهم شهود التوحيد الذي أقر به عباد الأصنام فإن عباد الأصنام من العرب كانوا يقرون بأن الله خالق كل شيء وربه ومليكه كما أخبر الله عنهم في القرآن في غير موضع كقوله {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون}
وقال تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله}
مخ ۳۵۲