315

وقد نبه في الأول على حبط العمل بسوء الأدب ولا يحبط العمل كله إلا بالكفر بإجماع أهل السنة وجعل الاستخفاف به كفرا كما قال عز وجل {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} ولا أعلم خلافا بين النقلة أن الذين نزلت فيهم هذه الآية بسبب كلامهم لم يكونوا تعرضوا لله سبحانه بعبارتهم وإنما تنقصوا رسوله فجعل استخفافهم برسوله صلى الله عليه وسلم استهزاء به سبحانه وبآياته فكفى بذلك تكفيرا

والجواب من وجوه

أحدها أن يقال إنا لا نسلم أن ما فيه النزاع سوء عبارة بل هو من أحسن العبارات كما تقدم بيانه

2 الثاني أنه إن كان سوء العبارة في حق الرسول صلى الله عليه وسلم كفرا ففي حق الله أعظم كفرا ومن قال إنه يستغاث بالمخلوق في كل ما يستغاث فيه بالخالق كانت هذه العبارة أنه يطلب من المخلوق كما يطلب من الخالق وهذا يشعر أنه جعل المخلوق ندا للخالق وما أفهم الشرك كان من أسوأ العبارة فيجب أن يكون كفرا يلزم هذا القائل وقد قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال: «أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده»

مخ ۶۴۳