والحديث خطاب مفسر مبين أن الرب عز وجل ليس هو العبد ولا صفته صفته ولا فعله فعله أكثر ما فيه استعمال لفظ الجوع والمرض مقيدا مبينا للمراد فلم يطلق الخطاب إطلاقا
وأيضا فقد علم المخاطب أن الرب تعالى لا يجوع ولا يمرض فلم يكن فيه تلبيس لا من جهة السمع ولا من جهة العقل بل المتكلم بين فيه مراده والمستمع له لم يشتبه عليه بخلاف ما إذا أضيف لفعل العبد الذي يمكن منه الفعل والفعل قد قام به فإنه إذا جعل فعله فعل الرب لم يعقل هذا إلا إذا أريد أنه خالقه وإذا أريد ذلك فالصواب أن يقال فعل العبد مخلوق للرب تعالى ومفعول له لا يطلق أنه فعله لما فيه من التلبيس ولما فيه من نفي فعل الرب ولما فيه من نفي كون العبد فاعلا
ثم إنه لا فرق في ذلك بين المقربين وغير المقربين بهذا الاعتبار بل قال الله تعالى {أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا} كما قال تعالى: {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه} ونوح عليه السلام محمود مقرب والشياطين أعداء الله
مخ ۳۴۵