309

وأما إذا كان المراد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يضر ولا ينفع وغيره يضر وينفع فهذا هو التنقيص وهو نظير أن يقال الرسول لا يستغاث به بل يستغاث بغيره فهذا تنقيص بلا ريب فإنه يتضمن تنقيصه عن من الرسول أفضل منه وهذا تنقيص عن درجته بلا ريب

ويقال ثانيا لو قال لا يضر ولا ينفع من الذي قال إنه يكفر بذلك إذا عنى بذلك معنى قوله لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا وقد أمره الله تعالى أن يقول ذلك فهو أحرى أن لا يملك لغيره

وقد قال {إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا} فأخبر أنه لا يملك من الله تعالى لا ضرهم ولا رشدهم

وقال الله تعالى له {ليس لك من الأمر شيء}

وثبت عنه في الصحيحين أنه قال: «يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا يا عباس عم رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا»

مخ ۶۳۷