کتاب الاستغاثه
كتاب الاستغاثة
وأما قوله أرأيت رجلين قال أحدهما لا ضار ولا نافع إلا الله تعالى يشير إلى التوحيد وقال الآخر إن الرسول لا يضر ولا ينفع وقال الأول إن الله تعالى هو السميع العليم إشارة إلى الحقائق التي حصرها الرب سبحانه وتعالى في نفسه بهذا الكمال وقال الآخر إن الرسول لا يسمع ولا يعلم أكان يشك مسلم في أن الأول موحد والثاني كافر متنقص ولا ينفعه تأويله فإن سوء العبارة في حق الرسول صلى الله عليه وسلم كفر وإن صح المقصود كما دل عليه كلام الإمام وغيره ألا ترى إلزام الله عز وجل للصحابة بتحسين الخطاب معه وإيراده بكيفية الأدب إلى آخره
فيقال أما المثال الأول فهو وإن كان أقرب إلى المطابقة فجوابه من وجوه
أحدها أنه إذا كان الكلام في سياق العموم بيان أنه أفضل الخلق مثل أن يقول لا يضر ولا ينفع إلا الله تعالى لا الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من دونه أو يقال إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو أفضل الخلق لا يضر ولا ينفع فكيف من دونه ونحو ذلك فهذا مثل قوله لا يضر ولا ينفع إلا الله تعالى
مخ ۶۳۶