کتاب الاستغاثه
كتاب الاستغاثة
بل من طلب من الرسول أو غيره فإنما يطلب منه مقدوره فيطلب منه الدعاء والشفاعة ويكون دعاؤه وشفاعته وسيلة في حصول المطلوب لأن ذلك يكون طلبا من الله تعالى وأنت قد جعلت كلما يطلب من غير الله وسيلة من وسائل الله تعالى فما هذه الوسائل التي يكون المتوسل بها طالبا من الله تعالى فإن الطلب من الله تعالى معروف معلوم
فيقال دعا الله وسأله واستعانه واستغاث به وطلب منه ورغب إليه واستجار به واستعاذ به ونحو ذلك وليس هذا مخلوق يكون الاستغاثة به وسيلة في هذا الطلب وكأن هذا يجعل نفس الطلب من الصالح طلبا من الله تعالى ويقول إن الصالح لمنزلة عند الله تعالى من طلب منه شيئا فإن الله يعطيه ذلك كما إذا طلب من الله تعالى وهذا حال كثير من الجاهلين الضالين يستغيث أحدهم بشيخه في كل ما يهمه فإذا خاف أحدا وطلب حاجة استغاث بالشيخ أو الغائب أو الميت فيقول يا شيخ فلان أنا في حسبك يا سيدي فلان ونحو ذلك من العبارات
مخ ۶۲۵