کتاب الاستغاثه
كتاب الاستغاثة
وقوله لا يستغاث به هو مثل قوله لا يسأل وهو نهي عن سؤاله وعن الاستغاثة لما في ذلك من مصلحة المنهي ومن مصلحة الرسول ومن توحيد الرب عز وجل
وأيضا فقول القائل لا يصلح أن يستغاث به أو لا يصلح أن يكون وسيلة إلى الله تعالى في حصول الإغاثة قد يريد لا يصلح شرعا بمعنى أن هذا لم يشرع وقد يريد لا يصلح أي أن هذا غير ممكن في حقه فلو قدر أن نفي الاستغاثة نفي الصلاحية فالصلاحية لفظ مجمل
وبالجملة فكلام هذا الرجل كثير منه نزاع لفظي ومع كونه لفظيا فهو يعبر عن المعنى بلفظ لم يعبر به غيره وينكر على غيره أن يعبر عن المعنى بالعبارة المستعملة فيه ففيه جهل وظلم جهل بدلالة اللفظ في استعماله واستعمال اللفظ فيما لم يستعمل فيه قط وينكر على من استعمله في معناه ويريد أن يلزمهم بالقبيح الذي ارتكبه ويحمل كلامهم على المعنى الباطل لظنه أن اللفظ يحتمل مع أنهم قد صرحوا بنقيض ذلك المعنى بعبارة صريحة فبدع كلامهم وتمسك بمتشابهه الذي هو متشابه في ظنه مبتغيا للفتنة بذلك وليس مقصده معرفة مراد المتكلم وتأويله بل غرضه ما يقوله الناس عنه من إرادة العلو في الأرض والفساد بالظلم يبين هذا
مخ ۶۲۱