والأشعري وافق جهما في المخلوقات من أفعال العباد وغيرها دون الكلام والإرادة فإنهما عنده صفات تقوم بالله لكنه وافقه على أن المخلوق هو الخلق وهو يصفه بالصفات الفعلية فوافقه على اتصافه بالمخلوق من هذا الوجه وصار هو والمعتزلة متقابلين هو ينكر عليهم قولهم في الكلام والإرادة وأصاب في إنكاره عليهم وهم ينكرون عليه قوله في أن أفعال العباد فعله وهم وإن أصابوا في هذا الإنكار لكنهم ينكرون أن يكون مخلوقا وهذا منكر
والأشعري يثبت للعبد قدرة محدثة وكسبا ولكن يقول قدرته لا تأثير لها في المقدور وما أثبته من الكسب لا يتحقق الفرق بينه وبين الفعل فكان حقيقة قوله في أفعال العباد هو معنى قول جهم
وأما السلف وأئمة الفقهاء وأهل الحديث وجمهور المنتسبين إلى السنة وطوائف من أهل الكلام من المرجئة والكرامية وغيرهم فسلموا من هذه الأقوال الفاسدة ولم يصفوا الله بمخلوقاته وإنما وصفوه بما يقوم به من صفاته وأفعاله
وأما الحلولية الذين يصفونه ببعض أفعال المخلوقات كما تقوله النصارى في المسيح والغالية في الأئمة والشيوخ والقائلون بالحلول العام كقول ابن عربي ** وكل كلام في الوجود كلامه ** سواء علينا نثره ونظامه **
مخ ۳۴۳