کتاب الاستغاثه
كتاب الاستغاثة
وأما على ما ادعاه فالاستغاثة بالمخلوق عامة في كل شيء فلا يكون شيء من الأشياء يجوز أن يستغاث بالمخلوق فيه فلا تنفى الاستغاثة عن غير الله تعالى إذا كانت ثابتة للمخلوق في كل شيء إلا أن يقال المنفي هو الاستغاثة الكاملة أو التي يستقل بها المغيث كما يقال لا موجود إلا الله تعالى فيقال وهذه العبارة لا موجود إلا الله تعالى ليست عبارة منقولة عن السلف والأئمة والنافي إذا أراد بالنفي الكمال مع القرينة جاز ذلك كما يقال لا عالم إلا فلان ولا حاكم إلا فلان ومنه قوله تعالى {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون} إلى قوله {أولئك هم المؤمنون حقا}
وقد بينا في غير هذا الموضع أن الله تعالى ورسوله لم ينفيا اسما من مسمى شرعي إلا لانتفاء بعض ما يجب فيه لا ينتفي لانتفاء الكمال المستحب بل ولا بنفي الكمال الواجب
كقوله تعالى {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} ونظائرها بالقرآن
وكقول النبي صلى الله عليه وسلم «لا صلاة إلا بأم القرآن»
مخ ۶۰۱