کتاب الاستغاثه
كتاب الاستغاثة
الأمر الثالث أن أهل التوحيد والسنة يصدقونهم فيما أخبروا ويطيعونهم فيما أمروا ويحفظون ما قالوا ويفهمونه ويعملون به وينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ويجاهدون من خالفهم ويفعلون ذلك تقربا إلى الله تعالى طلبا للجزاء منه لا منهم وأهل الجهل والغلو لا يميزون بين ما أمروا به ونهوا عنه ولا بين ما صح عنهم وما كذب عليهم ولا يفهمون حقيقة مرادهم ولا يتحرون طاعتهم ومتابعتهم بل هم جهال بما أتوا به معظمون لأغراضهم إما لينالوا منهم منفعة أو ليدفعوا بهم عن أنفسهم مضرة
فالسدنة الذين عند القبور ونحوهم غرضهم يأكلون أموال الناس بهم وأتباعهم غرضهم تعظيم أنفسهم عند الناس وأخذ أموالهم لهم والصادق المحض المتدين منهم غرضه أنه إذا سألهم واستغاث بهم في دفع شدة أو طلب حاجة قضوها له فأي الفريقين أشد تعظيما أولئك أو هؤلاء
الأمر الرابع إن أولئك الغلاة المشركين إذا حصل لأحدهم مطلوبه ولو من كافر لم يقبل على الرسول بل يطلب حاجته من حيث يظن أنها تقضى فتارة يذهب إلى ما يظنه قبر رجل صالح أو يكون فيه قبر كافر أو منافق وتارة يعلم أنه كافر ومنافق ويذهب إليه كما يذهب قوم إلى الكنيسة وإلى مواضع يقال لهم إنها تقبل النذر فهذا يقع فيه عامتهم
مخ ۵۸۶