کتاب الاستغاثه
كتاب الاستغاثة
وأما النصيرية فهم من الغلاة الذين يعتقدون إلهية علي والغلاة مع أنهم أكفر من اليهود والنصارى فأولئك الإسماعيلية في الباطن أعظم كفرا وإلحادا منهم وهذا باب واسع ليس هذا موضعه وإنما المقصود التنبيه على أن سبب الخروج عن الشريعة في كثير من البدع الشركية أفضى الأمر بأقوام إلى أن خرجوا إلى دين المشركين بل المشركين المعطلين وكثير من الناس لا يعرف هذا يحسب أن هذا هو دين الله لأجل لبس الحق بالباطل وهذا مما نهى الله عنه وذم به أهل الكتاب حيث قال {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}
الوجه الرابع أن يقال الغلاة المشركون هم في الحقيقة بخسوا الرسل ما يستحقونه من التعظيم دون الأمة الوسط أهل التوحيد المتبعين لشريعة الرسول
وبيان ذلك بأمور منها أن النصارى يقولون أنهم يعظمون المسيح وكذلك الغالية في علي أو الأئمة أو الشيوخ أو غيرهم وهم في الحقيقة منقصون لهم فإن المسيح عليه السلام أمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له وأخبرهم أنه عبد الله
مخ ۵۸۴