کتاب الاستغاثه
كتاب الاستغاثة
فالآية خطاب لكل من دعا من دون الله مدعوا وذلك المدعو يبتغي إلى الله الوسيلة ويرجو رحمته ويخاف عذابه وهذا موجود في الملائكة والجن والإنس وقد اختار الطبري قول من فسرها بالملائكة أو بالجن لأنهم كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يبتغون إلى ربهم الوسيلة بخلاف المسيح والعزير فإنهما لم يكونا موجودين على عهده فلم يكونا حينئذ ممن يبتغي الوسيلة إذ ابتغاء الوسيلة العمل بطاعة الله تعالى والتقرب إليه بالصالح من الأعمال فأما من كان لا سبيل له إلى العمل فبم يبتغي إلى ربه الوسيلة
وهذا الذي قاله إن كان صوابا فهو أبلغ في النهي عن دعاء المسيح وعزير وغيرهما من الأموات من الأنبياء والصالحين فإنه إذا كان الحي الذي يتقرب إلى ربه بالعمل لا يجوز دعاؤه فدعاء الميت الذي لا يتقرب بالعمل أولى أن لا يجوز وإن كانت الآية تعم هذا وهذا فهي دالة على ذلك فدلالتها ثابتة على كل تقدير والصحيح أنها تعم هؤلاء وهؤلاء وذلك أن هؤلاء كانوا في حياتهم يبتغون إلى ربهم الوسيلة وهو لم يقيد ذلك بزمن النزول بل أطلق
مخ ۵۳۹