220

وإذا قال القائل آدم ونوح وإبراهيم وموسى يعبدون الله ولا يشركون به علم أن المراد هذا دينهم قال تعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار} كان حكم النبيين بها قبل نزول الآية بدهر

والعرب تقول مضى حتى لا يرجونه وشربت الإبل حتى يجيء البعير فيقول برأسه كذا ومنه قراءة من قرأ {وزلزلوا حتى يقول الرسول} وهذا ماض

وقد قال تعالى: {أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا} وهذا قد مضى قبل نزول القرآن والفعل مضارع لأنه حكى حالهم الماضي ولهذا تقول النحاة هذا حكاية حال كقوله {وكلبهم باسط ذراعيه}

فإن قيل المعروف في مثل هذا أن يقال كانوا يفعلونه كما قال تعالى: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا}

مخ ۵۴۰