108

جعلوا ما يضاف إلى المخلوق يضاف إليه تعالى فصار حقيقة قولهم أن المخلوق تضاف إليه مفعولات الله تعالى كلها ويطلب منه مقدورات الرب كلها لما في الخلق من السبب والحكمة

ولم يعلم هؤلاء الجهال أن السبب لا يستقل بالتأثير بل تأثيره متوقف على سبب آخر وله موانع وحينئذ فلا يجوز تخصيصه بالإضافة إليه وإن كان سببا

وأيضا فالأسباب التي نعرفها مضبوطة وأكثر ما فعله الله ويفعله لا نعرف نحن أسبابه

وأيضا أثبتوا أسبابا في خلقه وأمره ما أنزل الله بها من سلطان بل إثباتها مخالف للشرع والعقل فضلوا في إثبات أسباب لا حقيقة لها وفي الإضافة إليها وفي تعليق الحوادث كلها بسبب واحد

مخ ۴۲۶