کتاب الاستغاثه
كتاب الاستغاثة
ونقول في الوجه الثاني قوله وكثيرا ما تنفى الأشياء في النصوص الشرعية إشارة إلى التوحيد ويثبته الباري سبحانه وتعالى في مواضع أخر اعتبارا بالأسباب وإثباتا لبساط الحكمة هو كلام باطل فإن الله سبحانه وتعالى لا ينفي شيئا ويثبته إذ الجمع بين نفيه وإثباته تناقض وكلام الله منزه عن التناقض قال الله تعالى {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} ولكن المنفي غير المثبت فالذي ينفيه في موضع ليس هو الذي يثبته في موضع أخر ولكن هؤلاء الضلال يجعلون المنفي عين المثبت فيكون ما يضاف إلى الرب سبحانه وتعالى بطريق التوحيد يضاف إلى غيره بطريق السبب والحكمة ولهذا قالوا إن كل ما يطلب من الله يطلب من غيره بهذا الطريق فأشركوا في ربوبية الله تعالى وفي دعاء الله تعالى وعبادته حيث
مخ ۴۲۵