حظي التأليف في صحابة رسول الله ﷺ بعناية خاصة سواء في المشرق أو الأندلس، ونظرا لأهمية أعمال من ألفوا في هذا الفن، خاصة الذين استدركوا على استيعاب ابن عبد البر، رأيت جمع ما يتعلق بالاستدراكات على كتاب الاستيعاب خاصة، تمهيدا لدراسة في استدراك ابن الأمين، وأرى أن أقدم لذلك بالتعريف الموجز لكتاب الاستيعاب الذي استقطب جهود الدراسين من بعده.
كتاب الاستيعاب وأهميته في مجال التصنيف:
بلغ ابن عبد البر في التصنيف حد البراعة حتى (سارت بتصانيفه الركبان) (^١)، ووصفت بأنها (تيجان رؤوس العظماء، وأسوة العلم والعلماء) (^٢)، وكتبه المتنوعة كلها تشهد بعبقريته، أهمها في التراجم كتابه الاستيعاب الذي يعد أصلا من أصول التاريخ الإسلامي.
فهو أولا معول العلماء في معرفة تاريخ الإسلام وسير أهله، وهو ثانيا قبلة المؤلفين في الصحابة بعده، بل إن المنقب في كتب السيرة إلا ليجد النقول عنه مرة بعد مرة.
ومعلوم أن الإمام الحافظ ابن حجر جمع في كتابه الموسوم ب «الإصابة في تمييز الصحابة» بين الاستيعاب وذيولاته.
وتكفينا هنا شهادة ابن حزم الأندلسي حيث قال: (ومنها كتابه في الصحابة سماه كتاب"الاستيعاب في أسماء المذكورين في الروايات والسير
_________
(^١) الذهبي: السير ١٨/ ١٥٤.
(^٢) ابن خاقان: مطمح الأنفس ص:٧٠.
1 / 41