Issues of Religious Education in Islamic Society

Kamal al-Din Abd al-Ghani al-Mursi d. Unknown
74

Issues of Religious Education in Islamic Society

من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي

خپرندوی

دار المعرفة الجامعية

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

ژانرونه

التابعون في القرآن ١: قال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ ٢. قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ﴾، تشمل من تبع السابقين الأولين من الصحابة، وغيرهم ممن حمل علمهم، وعمل بعملهم. وقد تبع أصحاب رسول الله ﷺ من أخذ عنهم عن رسول الله ﷺ، وليس العهد ببعيد، فما بينهم وبين رسول الله ﷺ إلّا واسطة واحدة، هم أعلم الناس بكتاب الله وسنة رسول الله؛ لأنهم الذين عاشروا رسول الله ﷺ، ورأوا هديه، واهتدوا به، ونظروا قضاءه وحكمه فيما اختلف الناس فيه، وشهدوا أخلاقه وآدابه وأحواله، وتصرفه في السلم والحرب والمعاهدات وأمور الدنيا والآخرة، واستقى كل بقدر استعداده من ينبوع الفيض الرباني، وانعكس نوره -صلى الله عليه سلم- على أرواحهم وقلوبهم النقية الطاهرة، فكانوا أبرَّ خلق الله وأفضل الأمم، وهم أولى الأمة بقوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ ٣. وهؤلاء التابعون الذين اختارهم الله ﷿ لإقامة دينه، وخصَّهم بحفظ فرائضه وحدوده وأمره ونهيه وأحكامه وسنن رسوله -صلى الله عليه سلم، وآثاره، فحفظوا عن صحابة رسول الله ﷺ ما نشروه وبثوه من الأحكام والسنن والآثار، فأتقنوه وفقهوا فيه وعلّموه، فكانوا من الإسلام والدين ومراعاة أمر الله ﷿، ونهيه، كما وصفهم الله ﷿، ونصبهم له: ﴿وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ ٤.

١ راجع الخطيب البغدادي: كتاب الكفاية، ص١٣، ١٤. ٢ سورة التوبة: ١٠٠. ٣ سورة آل عمران ١١٠. ٤ سورة التوبة ١٠٠.

1 / 76