============================================================
وفي الخامسة، سماء الشرطة، التقى سر روحانية من ساد الأنام، ولم تظهر سيادته، وهو هارون عليه السلام.
وفي السادسة، سماء الكلام، رأى السالك سير روحانية موسى علي السلام ؛ الذي أوضح له غاية المعراج الصوفي ونتيجته. قائلا له : "اعلم أنك قادم على ريك، ليكشف لك عن سر قلبك، وينبهك على أسرار كتابه، ليكمل ميرانك ويصح اتبعاثك ، فلا تطمع بشريعة ناسخة ولا في انزال كتاب، فقد أغلق ذلك الباب. ثم انت بعد حصولك في هذا المقام ، ترجع مبعويا ؛ فعليك بالرفق في تكليف الخلق . .،.. وهكذا يتضح للسالك في سماء الكلام، معنى معراجه وحدود نهايته، فهو وصول عرفان وعلم، ورجوع دعوة ورفق: وفي السابعة، رأى السالك سر روحانية الخليل، يدور بالبيت المعمور في غلائل النور. فطلب السالك منه الدخول إلى البيت المعمور وهو- كما سبق الكلام عليه - لأهل السماء كالكعبة لأهل الأرض يصلون إليه ، ويطوفون به، فأوضح له الشروط.. ثم عرفه بمقام محمدظ، الذي قدمه الله عز وجل بشاهد القرآن المعصوم على كل نبي مرسل؛ فكم بين موسى عليه السلام الذي يقول : "عجلت اليك رب لترضى" ، وبين محمد الذي يقال له: " ولسوف يعطيك ربك فترضى"، وموسى الذي يقول : "رب اشرح لي صدري"، ومحمد الذي يقال له : " ألم نشرح لك صدرك" ، ولم يتقدم النبي ة على موسى، كليم الله فقط، بل ينبه الخليل عليه السلام السالك إلى علو مقام محمد على مقام إيراهيم نفسه، أبو الاسلام وأبو الأنبياء . فيقول للسالك : شتان بين من نظر في النجوم وقال : " إني سقيم "، وبين من قيل عنه : ما كذب الفؤاد ما رأى". أنا أقول : "رب اغفر لي خطيئي يوم الدين" ، وهو عليه الصلاة والسلام يقال له: " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر" أنا أقول : "وأجعل لي لسان صلق في الآخرين" ، وهو عليه الصلاة والسلام يقال له : "ورفعنا لك ذكرك" .
وهكذا يبين الخليل عليه السلام للسالك ، كيف أن الحق عز وجل أعطى
مخ ۳۷