============================================================
أن يصدقه أو يكذبه، ولظل الخبر مرتهنا للايان بالغيب، لأن رحلة السموات خارجة عن نطاق التصديق البرهاني . ولذلك قدمت الحكمة الإلهية الإسراء، ليكون برهانا ودليلا على مصداقية رحلة النبي فعندما وصف لقريش المسجد الأقصى، وهم على يقين بأنه لم يزره قبلا، وذكر لهم خبر القافلة التي تصل في الغد، قبدم الأدلة على صدقه فالاسراء هذه الرحلة الأرضية، هي جزء من خبرات قريش في السفر، إذ كانوا يضربون اليها اكباد الابل في شهر، لذلك انحصر الجدال بين قريش وبين النبي في الإسراء.
ركب النبي في مسراه البراق، وهو دابة لم يستخدم ما يطير وإنما ما يدب ويمشي على الأرض ويقلب آنية بحافره كما حدث في العودة، تأكيدا لحسية الإسراء . وهذا البراق وان رأى البعض أن سرعته هي سرعة الضوء، واشتقاق اسمه يشير الى البرق، إلا اننا نرى أن نص الحديث النبوي عن سرعة البراق يقول " يضع حافره عند منتهى طرفه "، ومعنى ذلك أن خطوته يبلغ طولها أفق نظره، فيكون بالتالي هذا البراق يمشي بسرعة البصر؛ وهذه السرعة تمكن النبي من رؤية كل شيء في الطريق ، ومن رؤية مواقع الأقدام . فهو لم ينتقل من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى بطي الأرض بل قطع مسافات حقيقية ورأى احداث الطريق ومواقع الأقدام، وهنا المعجزة الحقيقية التي حيرت قريشا ، ان يقطع في بعض ليلة مسافة يستغرق قطعها الشهر.. وقدرة الله تبدل مقاييس الزمان والمكان 3 - مشاهد الطريق في الإسراء : رأينا أن الإسراء يقدم الدليل من جهة على حسية الرحلة النبوية ، ومن جهة ثانية تأق الأحداث والمشاهد التي شاهدها رسول الله في مسراه، لتؤكد على أن الإسراء لم يحدث بطي الأرض، وهو ما يمكن أن يكون كرامة لولي ، بل هو قطع لمسافات طويلة في الزمن القصير، انها معجزة إلهية وفي طريقه الى بيت المقدس نصبت له أفعال العباد من أمته في صور مشهودة، وإذا استثنينا مشهد المجاهدين في مبيل اللله يبقى أن معظم المشاهد تمثل نتائج الذنوب والمحرمات وترك الطاعات . وفي رواية البيهقي عن ابن هريرة أن النبى رأى المجاهدين في سبيل الله، في صورة قوم يزرعون ني يوم
مخ ۲۱