إن القرآن حينما يعرض أشخاص القصة (الأنبياء (عليهم السلام) ) وقد أحاط بهم حلق المضيق ، وافتقد الأمل ، واستسلم الإنسان ، وخرج الموقف من يده ، ترى يد الغيب تتحرك في توجيه الحدث وحل العقدة والخروج من الأزمة ، فترى مثلا إبراهيم وقد أحاطت به النار والتهمه لهيبها وإسماعيل وقد هوت سكين القضاء على رقبته تفترس أوداجه الزكية ، ويوسف وقد هوى في غيابة الجب ، وحالت ظلمات البئر بينه وبين الحياة ، وانقطع عن الدنيا خبره ، والحوت قد التهم يونس (عليه السلام) وأطبق فكيه ، وموسى الطفل تتقاذفه الامواج الهائجة في يم مصر ، أو تراه واقفا على شاطئ البحر وجيش فرعون وكبرياؤه يحيطان به ولا يملك سوى الدعاء وعصاه ، وعيسى يحيط بجيده حبل المشنقة ، ومحمد قد أدركه طلب قريش وأحاط به خطرها ...
مخ ۷