وهكذا فعل القرآن حين حدد الأهداف بالعبرة والموعظة الحسنة والذكرى، للتفكر واستخلاص الدروس والعبر والاقتداء بمسير الأنبياء وخط سيرهم ، وإنقاذ الإنسان المخاطب نفسه من محنة الأمم الجاهلية وارتكاسها وسقوطها في هاوية الانحراف والتيه والدمار ، وتثبت موقفه في صراعه مع قوى الباطل والاستكبار والجاهلية في كل عصر ومصر وتعليمه وتربيته عن طريق عرض أحداث التاريخ الحية ، إلى جانب الفكر والعرض التوجيهي المجرد ... لاكتشاف قوانين التاريخ ومنطقه العام ، وتحديد سنن الحياة الاجتماعية :
(لعلهم يتفكرون ).
(وجاءك في هذه الحق ).
ويستخدم القرآن الفن القصصي في عرض الأحداث والشخصيات والوقائع التاريخية ليكسوها حلة جمالية ويفيض عليها روعة فنية تيسر تفاعل النفس معها والتأثر بها .
والذي يدرس القصة القرآنية ويتابع اسلوب العرض والأداء والحوار والإيحاء فيها يشاهد :
1 عرض المشاعر الإنسانية .. مشاعر الحزن والمأساة ، مشاعر الأمل والرجاء ، مشاعر اليأس والخوف ، مشاعر الحب والكراهية ، مشاعر الانتصار على المشكلة ... إلخ ، فهو يعرض جوانب الضعف ، والعناصر السلبية في الشخصية الإنسانية ، كما يعرض جوانب القوة وعناصر الايجاب فيها، ثم ينبري لعلاج الموقف وردم الثغرات، والخروج ببراعة فنية فائقة
وقدرة على العرض والمعالجة بشكل يذهل السامع والقارئ ويزرع في نفسه ما يريد من المتلقي استقباله والانفعال به .
2 إثارة الحس الجمالي والتذوق الفني من خلال صب الأحداث وصياغة المواقف وعرض الفكرة ، وهندسة الشكل وتنظيم المضمون .
مخ ۵