(وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ). ( الانعام / 112 ) إن من يكتبون في تاريخ الحضارات ، والتاريخ القديم ، وكذا أساتذة التاريخ والعلوم الإسلامية ، عليهم مسؤولية الكشف عن الحقيقة وإبراز دور الأنبياء والرسل والرسالات ، فنحن مثلا بدراستنا لتاريخ مصر وبابل والشام والجزيرة نشاهد دور نوح وإبراهيم ويونس وموسى وعيسى وهود وصالح ولوط ويحيى وشعيب ، واضحا وبارزا يتحدث عنه القرآن كما تحدثت التوراة والأنجيل غير المحرفتين ويعرض هذه الأحداث وهي تدور على محور النبوة ، يعرض صور الكفاح والظلم والاستكبار والاستضعاف والانحطاط الأخلاقي ويشخص أمراض الجاهلية الفكرية والنفسية والسلوكية .
فمثلا عرض لنا قصة إبراهيم وإسماعيل قطاعا متماسكا من الأحداث والصراع والمعاناة والمفاجآت والعطاء الحضاري البناء ، فبدأ بعرض الأحداث بصيغة تمور بالحركة والحيوية ، وتتحرك فيها الأحداث والشخصيات والمواقف حركة تنبئ وتكشف عن ثراء
الحدث والمضمون، وقدرة العنصر المتحرك فيها «إبراهيم وإسماعيل» على صنع وإدارة الأحداث وفق منطق حضاري ورسالي متكامل البنية والأهداف .
ونحن بالعودة إلى دراسة الآيات التي حللت الأهداف الأساسية لقصص الأنبياء نجدها تركز الهدف من خلال عرض تاريخ الأنبياء (عليهم السلام) وقصصهم (1) بما يأتي :
(عبرة لاولي الألباب ).
(نثبت به فؤادك ).
(وجاءك في هذه الحق ).
(وذكرى للمؤمنين ).
(لعلهم يتفكرون ).
(فصبروا على ما كذبوا واوذوا ).
(فبهداهم اقتده ).
وهكذا يستخلص القرآن الغاية من دراسة تاريخ الأنبياء وعرض وتتبع آثارهم ، (فليست القصص إلا تتبع الآثار وتقصيها ثم عرضها والأخبار عنها والتحدث بها ، لابلاغها إلى القارئ والسامع بغية نقل مضمونها والتأثير بأحداثها وشخوصها ) .
مخ ۴