تلك الصفا والمروة كانت وبقيت شعارا ومنسكا من مناسك الحج .. ومضت الأيام ودنست الجاهلية طهر المكان المقدس ، حتى شعت أنوار التوحيد ، وفتح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة .. فجلس حيث وقفت امه (هاجر) ، جلس ليبايعه الناس ، وكأنه يخاطب الزمن ويطالبه بالاختفاء ليكون إلى جوار امه هاجر ، يذكرها أن «العاقبة للمتقين» ، وهو في موقفه هذا يحكي إجابة دعوة أبيه إبراهيم .
(ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) . ( البقرة / 129 )
فبايعه الرجال على السمع والطاعة لله وللرسول ، والنساء على أن لا يشركن بالله ولا يزنين ولا يسرقن ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان ولا يعصين في معروف ، فيشهد الصفا والوادي يوما من أيام الله الخالدة، فتعج السماء وتتجاوب أرجاء الصفا والمروة بنداء التوحيد وينادي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
(وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ).( الاسراء / 81 )
مخ ۳۲