ألقى كلمته إلى إسماعيل عبر زوجته الجداء وعاد إلى الشام ثانية ، وبعد مغادرة إبراهيم عاد إسماعيل إلى بيته فشم ريح النبوة ، ريح أبيه فاهتزت مشاعره وهفا قلبه ، فبادر الجداء بالسؤال : هل عندك أحد ؟ قالت جاءني شيخ كذا وكذا ، كالمستخفة بشأنه ، ورددت عليه القصة والحوار ووصية إبراهيم كاملة ، فقال لها ذاك أبي خليل الرحمن وقد أمرني بتخليتك ، فالحقي بأهلك ، فلا خير فيك (24) .. خرجت الجداء وفارقت إسماعيل ، وشاء الله أن يبدله بزوجة طيبة مباركة ، فتزوج إسماعيل زوجة اخرى .
غاب الخليل فترة في رحاب الشام ثم عاد إلى بيت إسماعيل ووقف ببابه ، سلم على زوجته الجرهمية، فبشت ورحبت وأظهرت من حسن الخلق وكرم الأدب ما سر الخليل، ثم سألها أين صاحبك؟ قالت : ذهب ليتصيد وه0و يجيء الآن إن شاء الله تعالى، فانزل يرحمك الله ، فقال لها : فعندك ضيافة؟ قالت: نعم ، فجاءته باللبن واللحم، وألحت عليه بالنزول فلم ينزل ، فقال لها : إن جاء زوجك فأقرئيه عني السلام وقولي له : قد استقامت عتبة بابك (25).
مخ ۲۹