(يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ).( الصافات / 102 )
استمع إسماعيل إلى صوت أبيه وهو يبلغ كلمة الرحمن ، وينقل إليه مشيئة القدر ، وإسماعيل يعرف أن رؤيا النبوة وحي ، وأنها حديث الغيب ينفذ إلى عالم الشهادة .. ويصغي إسماعيل إلى قول أبيه متأملا :(فانظر ماذا ترى ).
إني اريد أن أجعلك قربان حب وطاعة لله ، فهل ترضى أن تكون..؟ وهل ينتصر حب الله في نفسك على حبك لها .. إن النبوة والامامة يا إسماعيل باهضة الثمن ، غالية المهر ..
أجاب إسماعيل إجابة المفوض لله ، الواثق بعدله وحكمته ، المطمئن إلى صدق أبيه ، فما كان إسماعيل يرى في الذبح إلا السبق والعجالة للحاق بربه والفناء بحبه وقربه .. قد لا يستسيغ الناس مثل هذا الحب ، ولا يستطيعون الجمع بين ألم السكين ومعاناة الموت ومرارة الفقد وبين الحب والشوق ، ولكن افق النبوة أرحب ، وقلب الموحد وشوق الفاني في الحب أولع ، ورؤى الناظر بعين البصيرة أنفذ ..
ومن كان كذلك فلا يحجبه ألم الذبح ولا منظر الدم والسكين عن الاستجابة للبدء برحلة الشوق للحاق بالله سبحانه .
مخ ۲۵