دعوة مستجابة
انصرف إبراهيم بعد أن أدى المهمة الموكلة إليه ، فاتجه صوب الشام وقلبه يتلفت إلى وديعته في جوار البيت الحرام ، وعيناه تشيعان هاجر وإسماعيل .. وصل جبل كداء بذي طوى ، فأراد أن يطمئن رغم الوعد والثقة بالله، ويؤدي حق الابوة والرعاية لاسماعيل فالتفت نحو إسماعيل ، ورفع يديه بضراعة وابتهال :
(ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) . ( إبراهيم / 37 )
وهكذا يكشف السر والعمق ويحل رمز الموقف والحدث الكبير في دعائه الواضح الصريح ..
أن إبراهيم لم يفعل الذي فعل خضوعا لضغط سارة ، أو استجابة لمشاعر امرأة تتضايق من تفوق ضرتها ، بل كان ينفذ فصول قصة ، ويصنع ملحمة تاريخ قد خط بمشيئة الله سبحانه ، أتى بإسماعيل ليكون بذرة التوحيد ، وغرس النبوة الخصبة في الوادي الجديب لتقام الصلاة في الارض المقدسة ، ليرفع منار الهدى من موضع البيت .
مخ ۲۱