(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ). ( الاسراء / 15 ) لذلك شمل عدله ولطفه ورحمته الإنسان ، وكرمه وأعطاه حق الاحتجاج والدفاع عن نفسه فيما لم يبلغه .
إن القرآن حين يعرف النبوة والرسالة ويصف الحياة الجاهلية والطواغيت والضلال .. ويحلل أسباب المأساة والدمار الذي أصاب الشعوب والأمم الغابرة يربطها بالإعراض عن رسالة الله والتنكر لدعوة الأنبياء .
وفي دراستنا لحياة الأنبياء وللتاريخ الإنساني المعاصر لهم أو لما بعدهم ، نشاهد صدق هذه الدعوة ، وعمق هذا العامل ، ونستطيع أن نتبين ذلك بوضوح من خلال دراسة المساحة التاريخية المترابطة من حيث الزمان والمكان التي شغلها أبو الأنبياء إبراهيم الخليل (عليه السلام) وولداه إسماعيل وإسحاق، ونكتشف كم كان لهؤلاء الأنبياء من دور وأثر في تاريخ الإنسان الماضي والمعاصر ..
فوجود الأنبياء : أنبياء بني إسرائيل ورسول الإنسانية الخالد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
من ذرية إبراهيم يوضح كم كان لهم من أثر ودور في حضارة الإنسان وتاريخ حياته الماضية والمعاصرة .
ولئن تناولت هذه الدراسة المختصرة حياة إسماعيل (عليه السلام) فإنما هي حلقة في دراسة تاريخ الأنبياء التي تشكل المحور والاساس في تاريخ الإنسان ، وتشكل المعسكر الثاني (معسكر الهدى) مقابل (معسكر الجاهلية والضلال) على امتداد التاريخ .
إن دراسة تاريخ نبي من أنبياء الله معناه دراسة تاريخ رسالة وأمر إلهي جسده الإنسان ، وحدد الموقف بجانبيه (الطاعة والعصيان) ، ومعناه دراسة مقطع تاريخي من مقاطع تاريخ الإنسان ، وحقا إن في قصصهم لعبرة لاولي الألباب .
فلنتأمل حين ندرس حياة إسماعيل ، ونعرف كيف تكون الطاعة لله والصبر على القضاء والكفاح من أجل الرسالة :
(واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا * وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا ) .( مريم / 54 55 )
مخ ۱۳