(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون ) .( الانفال / 24 ) هبطت كلمة الله سبحانه على الإنسان لتكون هداية ورحمة .. هبطت فأفاضت عليه إحساسا بالعناية والرعاية ، وملأت دنياه بالنور والضياء .. هبطت فكانت له دليلا يقوده إلى شاطئ السلام ، وأملا ينتشله من اليأس والضياع ، ومنهجا يملأ حياته بالخير والبركات .. فمنذ أن خلق الله الإنسان على هذه الارض ، ومنذ أن حدثه ووعده وعد آدم (عليه السلام) بقوله :
(قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) . ( البقرة / 38 )
استمر الوحي وتتابعت الرسالات ، نبي يتلوه نبي ، ورسول يتلوه رسول :
(إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) .( فاطر / 24 )
ليبلغوا الإنسان رسالات الله ، وليجللوه باللطف الإلهي ، فليس الإنسان بقادر على أن يحيا بعيدا عن الهداية وعن منهج الله ، وعن قيم الدين ، ليس الإنسان بقادر أن يصنع الحياة ويجسد الإنسانية بغير هداية الأنبياء ومنهج الرسل .
لقد وضح القرآن سر البعثة والنبوة وهدف الرسل والأنبياء، وخاطب الإنسان ليوضح له الطريق ويرسم له المسار، لينقذه من الفساد والانحراف الفكري والعقائدي ، من الجهل والخرافة ، ليوضح له عقيدة التوحيد ، الأيمان بالله ، وليعرفه بنفسه وربه وعالمه وحقيقة وجوده ومآله إلى عالم الآخرة ليوضح له نظام الحياة ، ومنهج تنظيمها .
حدد القرآن سر البعثة وأهداف النبوة بقوله :
(ليقوم الناس بالقسط ).
(مبشرين ومنذرين ).
(لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ).
مخ ۱۰