نحييك سيفا بات في الترب مغمدا
تقلده - فيما مضى - الحق ماضيا
ففي هذه القصيدة نلاحظ أن أروع أبياتها وأكثرها تأثيرا في النفس هي تلك التي يتحدث فيها عن حزنه ولوعته استجابة لإحساسه الرقيق، وأما الأبيات القليلة التي يستجيب فيها إلى العرف الشعري المتوارث من ضرورة الإشادة بالميت في الرثاء، فإننا لا نلبث أن نلمح فيها المعاني والقوالب التقليدية كالسيف اليماني، والرأي الذي يجلي اليأس والظلام ... إلخ.
هذا، وفي باب المراثي من ديوان صبري مقطوعة صغيرة يرثي فيها عمر بن الشيخ علي يوسف، صاحب «المؤيد»، وقد قالها في سنة 1908، ولم يكن في المجال محل للمديح أو للحديث عن العظمة أو المسائل العامة؛ لأنه رثاء لشاب في مقتبل العمر؛ ولذلك جاء رثاء عاطفيا خالصا جارى فيه الشاعر مزاجه الرقيق، فأجاد في تصوير ألم الثكل عند الوالدين، وأسى الحرمان من الولد؛ حيث قال (ص217 من الديوان):
يا مالئ العين نورا والفؤاد هوى
والبيت أنسا، تمهل أيها القمر
لا تخل أفقك يخلفك الظلام به
والزم مكانك لا يحلل به الكدر
في الحي قلبان باتا يا نعيمهما
وفيهما - إذا قضيت - النار تستعر
ناپیژندل شوی مخ