256

اسماعیل عاصم په ژوند او ادب کې بنډار

إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب

ژانرونه

كيف تعتقد بالفناء المحض، مع أن هذا لم يقل به إلا البعض؟! وأما الذي عليه معظم الأقوال، هو أن أجسامنا إنما يعتريها الانحلال، ثم تتجمع وتخرج بإذن الله جهرا،

منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ، على أن الفناء حسي يتناول الصورة، ولا علاقة له بالمادة المأثورة، والإنسان حي وإن مات؛ إذا هو خلف من بعده المكرمات، وقد ورد في جوامع الكلم الصوالح. «إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو كتاب نافع، أو ولد صالح.»

طاهر (لفاخرة) :

أحسنت يا فاخرة، ونج لأفكارك السافرة، وإن الثلاثة التي يحيا بها الإنسان، متوفرة عندنا منها اثنتان، وهما الصدقة الجارية، وكتب العلم الوافية؛ لأني ولله الحمد شيدت مدارس علمية، وأوجدت جمعيات أدبية، وأجريت عليها من الصدقات، ما يقوم بها في الحال، ويحفظها إن شاء الله في الاستقبال، ولم أضيع أموالي إسرافا وتبذيرا، ولم أكنزها شحا وتقتيرا، واتخذت حكمة المعتدلين إماما، الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما، وألفت كتبا في أكثر العلوم، كما هو معلوم للعموم، لا سيما علم الفقه الذي يحتاجه المتعبدون، «وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون»، وفي المعاملات الشرعية والأحكام التي يرجع إليها القضاة والحكام؛ لأن شريعتنا القويمة الغرا بحر تستمد منه الشرائع الأخرى. فهذان الركنان تأسسا عندنا والحمد لله، وأما الثالث وهو الولد الصالح، فآه ثم آه؛ لأني في ريب من هذا الحظ السعيد، على ما يظهر لي من أخلاق ولدنا سعيد.

فاخرة (لطاهر) :

ما لك أحجمت عند ذكر الولد الصالح، ورميت سعيدا بهذا الريب السانح، مع أنه بحسن تربيتك مثال الكمال، ونموذج الصلاح في الأعمال.

طاهر (لفاخرة) :

صدق من قال إن الوالدة بولدها مغربة، والبنت بأبيها معجبة، وأنت تعلمين يا شريفة الأصل ، أن من ركب مطية الهوى ضل، وأن ولدك قد أطاع هواه، وترك أمه وأباه، وارتكب أعظم الجرائم، وعلق بسعاد ابنة غانم، وأصبح لا ينفك عن مغانيها، ولا يبرح من ضيعة أبيها، وهو رجل من أتباعنا، وبنته من ضمن متاعنا. فهل بعد هذه الفضائح، يكون لنا الولد الصالح؟! (ثم يدخل مرسال آغا.)

مرسال (لطاهر) :

إن أخاك الأمير ظافر واقف بالباب.

ناپیژندل شوی مخ