اسماعیل عاصم په ژوند او ادب کې بنډار
إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب
ژانرونه
مقدمة
في موكب الحياة
في موكب الحياة
في موكب الأدب
في الشعر
في الخطابة
في المقامة
في المقالة
في المسرح
بعض النصوص الأدبية
ناپیژندل شوی مخ
نصوص لبعض القصائد
نص مقامة «هدهد سبأ»
نصوص لبعض المقالات
النصوص المسرحية الكاملة
نص مخطوطة مسرحية «هناء المحبين»
نص مسرحية «حسن العواقب»
نص مسرحية «صدق الإخاء»
مقدمة
في موكب الحياة
في موكب الحياة
ناپیژندل شوی مخ
في موكب الأدب
في الشعر
في الخطابة
في المقامة
في المقالة
في المسرح
بعض النصوص الأدبية
نصوص لبعض القصائد
نص مقامة «هدهد سبأ»
نصوص لبعض المقالات
ناپیژندل شوی مخ
النصوص المسرحية الكاملة
نص مخطوطة مسرحية «هناء المحبين»
نص مسرحية «حسن العواقب»
نص مسرحية «صدق الإخاء»
إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب
إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب
تأليف
سيد علي إسماعيل
مقدمة
في يوم 18 / 6 / 1996 صدر كتابي الأول بعنوان «مسرحيات إسماعيل عاصم: الأعمال الكاملة»، وفي مقدمته قلت: «يعتبر إسماعيل عاصم أشهر مجهول في تاريخ المسرح المصري. فكل ما نعرفه عنه أنه أحد رواد التأليف المسرحي المصري، وصاحب مسرحية «صدق الإخاء». التي اعتبرت أثره الأدبي الوحيد، أو على أقل تقدير أشهر مسرحياته. وبقدر ندرة من كتب من النقاد عن هذه المسرحية ارتبط اسم إسماعيل عاصم بها. فعندما يذكر اسمه يتبادر للذهن - وللوهلة الأولى - اسم «صدق الإخاء»، والعكس صحيح ... فهذا هو إسماعيل عاصم، وهذه هي «صدق الإخاء»، لا أكثر ولا أقل.
ناپیژندل شوی مخ
وبسبب هذا التعتيم المخيم على هذا الرجل، ابتعد عنه كل دارسي الأدب المسرحي على الإطلاق. فلم يجرؤ أي ناقد أو كاتب على التعرض له أو لأعماله المسرحية في مجملها، لا عن تقصير منهم، بل لصعوبة الحصول على معلومات تكشف لنا حقيقة هذا الرائد، أو تكشف لنا عن آثاره الأدبية المسرحية.
ومن هنا بدأت رحلة البحث عن المجهول، وهذا المجهول، تمثل في البحث عن معلومات وثائقية، تكشف لنا من هو إسماعيل عاصم ... وبدأت المرحلة الأولى في رحلة البحث من إشارة، مفادها أن إسماعيل عاصم ألف مسرحيته «صدق الإخاء» في أواخر القرن الماضي، ومن هنا بدأت، فذهبت أنبش سنوات القرن الماضي وسط ركام الأوراق الصفراء المتهالكة، فخرج منها إسماعيل عاصم كالعنقاء، ليحيا معنا ونحيا معه. فوجدناه مأمورا لأحد الأقسام، ومفتشا لأقسام العاصمة، ومحاميا في المحاكم الأهلية، وثائرا من ثوار الثورة العرابية، وشاعرا ندا لمطران، وزجالا، وأديبا، وصحفيا، وخطيبا بليغا، ورئيسا لجمعية أدبية، ومساندا للمشروعات الخيرية، ومؤلفا مسرحيا، وممثلا هاويا.
أما المرحلة الثانية في رحلتنا الشاقة، فكانت أصعب بكثير من الأولى، وتمثلت في الحصول على آثار إسماعيل عاصم المسرحية. فالمعلومات السابقة أثبتت أنه ألف أربع مسرحيات وترجم الخامسة، والمسرحيات المؤلفة كانت: «هناء المحبين» 1893، و«حسن العواقب» 1894، و«صدق الإخاء» 1895، و«الخل الوفي» 1897، والمسرحية المترجمة كانت «توسكا» عام 1901. ومن هنا كانت الصعوبة. أين توجد هذه المسرحيات؟! مع ملاحظة أنها تنتمي إلى القرن الماضي.
فذهبت إلى كل مكان، وطرقت كل باب، وسلكت كل سبيل من أجل الحصول على نصوص هذه المسرحيات ... فدار الكتب المصرية، والمكتبات العامة، ومكتبات جميع الجامعات المصرية لا يوجد بها غير مسرحيتين فقط، هما: «الخل الوفي» و«توسكا»، ولسوء الحظ لم يخط قلم إسماعيل عاصم أي سطر منهما، فالأولى لمحمد المغربي، والأخرى لمترجمين آخرين، لم يكن رائدنا من بينهم.
وبذلك تحدد إنتاج إسماعيل عاصم المسرحي في الثلاث مسرحيات الأولى ... وبعد فترة ليست بالقصيرة، مع العناء الشديد، تجمع بين يدي الكنز الثمين. ليخرج منه جواهر إسماعيل عاصم، متمثلة في أعماله المسرحية الكاملة، وهي نصوص مسرحيات: «هناء المحبين»، و«حسن العواقب»، و«صدق الإخاء».
وبذلك خرجت أول مسرحيات مصرية مؤلفة إلى الوجود، كما خرج صاحبها من قبره قائلا: ... أنا أول مؤلف مسرحي مصري للميلودراما الاجتماعية ... أنا أول محام يعتلي خشبة المسرح كممثل هاو ... أنا أشهر مجهول في المسرح المصري ... أنا إسماعيل عاصم الرائد المسرحي المنسي.»
1
وعلى الرغم من مرور أقل من خمسة أشهر فقط على صدور هذا الكتاب، إلا أن حماسي واهتمامي بإسماعيل عاصم لم يتوقف، لعدة أسباب أدت بي إلى إخراج كتاب ثان عن هذا الرائد يضم العديد من إسهاماته في الحياة، وفي المجالات الأدبية الأخرى غير المسرح، مثل الشعر والخطابة والمقامة والمقالة؛ لذلك أطلقت عليه «إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب»، وتتمثل هذه الأسباب في:
أولا:
الاستمرار في البحث والتنقيب في الدوريات القديمة، التي أخرجت منها مادة وفيرة من آثار إسماعيل عاصم الأدبية، سواء في مجال الشعر أو المقامة أو المقالة، وهذه المادة خلا منها الكتاب الأول الذي اهتم بآثاره المسرحية فقط.
ناپیژندل شوی مخ
ثانيا:
أصدر المركز القومي للمسرح والموسيقى كتابا بعنوان: «إسماعيل عاصم»، بعد صدور كتابي الأول بأقل من شهر واحد،
2
وكأن إسماعيل عاصم المهمل من قبل التاريخ والكتاب والنقاد، أصبح فجأة محل اهتمام الجميع، وتوهمت في بادئ الأمر أن عملي ومجهودي العلمي قد ضاع هباء، أمام عمل ومجهود مركز متخصص في مجال التراث المسرحي. فأين أنا كفرد من هذا المركز العريق المتخصص الكامل بكل إمكانياته واتصالاته وأجهزته الحديثة، ولأهمية الكتاب، من وجهة نظر المركز، كان يحرص كل الحرص في تحجيم خروج كل نسخة من نسخ الكتاب،
3
وبمرور الوقت استطعت الحصول على صورة من نسخة أحد الصحفيين. فوجدت الكتاب يتكون من دراسة محدودة كما وكيفا تقع في خمس عشرة صفحة، وباقي الكتاب البالغ 184 صفحة عبارة عن نشر نصوص إسماعيل عاصم المسرحية، وكانت المفاجأة - التي من أجلها كان المركز يحرص كل الحرص على عدم خروج نسخ الكتاب خارج جدرانه الأربعة في - أن الكتاب عبارة عن تشويه للرائد المسرحي إسماعيل عاصم ولتراثه المسرحي، وكان خوف المركز من انتشار كتابه نابع من تخوفه من رد الفعل عند المهتمين بالمسرح أمام هذا التشويه.
4
ثالثا:
دار المحفوظات العمومية بالقلعة، ذلك المكان الأثري الذي يحتفظ بالوثائق التراثية الأصلية لأعلام مصر من الشخصيات التاريخية والسياسية، ولحسن الحظ أنه يحتفظ بثلاثة ملفات لإسماعيل عاصم تكشف لنا تاريخه الوظيفي منذ بداية عمله ككاتب بطنطا في عام 1862 حتى وفاته في 12 / 7 / 1919.
ولهذه الأسباب جميعها كتبت هذا الكتاب؛ حتى أعيد إلى هذا الرائد مكانته الأدبية بصفة عامة، كما كان كتابي الأول الذي أعاد له مكانته المسرحية بصفة خاصة.
ناپیژندل شوی مخ
وبالله التوفيق ...
د. سيد علي إسماعيل
القاهرة في 1 / 11 / 1996
في موكب الحياة
في موكب الحياة
ولد إسماعيل بك عاصم
1
المحامي في عام 1840
2
بدسوق، وقد تلقى علومه الأولى بالقاهرة، فتخرج في مدرسة سعيد باشا بالقلعة، ثم في الأزهر الشريف الذي أتم فيه حفظ القرآن. ثم تنوعت ثقافته بعد ذلك من خلال مجالسته للعلماء والأدباء والأعيان ممن كانوا كثيري التردد على منزل أبيه، محمد بك صادق - نجل خليل بك مفتي مدينة عينتاب بولاية حلب الشهباء - الذي كان وكيلا لمديرية روضة البحرين (محافظتي الغربية والمنوفية حاليا).
ناپیژندل شوی مخ
وبسبب هذه النشأة الدينية الأدبية العلمية، تنوعت ثقافته وملك زمام اللسان، فتحدث وكتب وخطب بكل أسلوب من الأساليب الأدبية المنتشرة في ذلك الوقت. فقد أجاد السجع والقول المرسل، والشعر العمودي، وفصاحة الخطابة، وكان إسماعيل عاصم شديد الذكاء والفطنة، متجه الميول للأدب والفن والحكمة.
3
وقد بدأ رائدنا حياته العملية موظفا حكوميا ككاتب بمجلس عموم بحري بطنطا في عام 1862، ثم انتقل كمعاون لمديرية الغربية في 1865، ثم كاتب تركي لها، ثم كاتب بنظارة (وزارة) الداخلية في 1867، ثم كاتب تركي لمديرية المنوفية في 1869، ثم معاون أول مديرية الفيوم في 1870، ثم مأمور ضبطية بندر الجيزة في 1871، ثم وكيل مركز كفر الشيخ بالغربية في 1872، ثم ناظر قسم المنيا، ثم معاون تفتيش قبلي في 1875،
4
ثم مأمور ضبطية كفر الزيات بالغربية، ثم مأمور مركز دسوق مسقط رأسه في 1876، ثم مأمور قسم المنيا فقلوصنا فبني مزار في 1877، ثم مفتشا بالدايرة البلدية بمصر في 1879، ثم مأمور تحصيلات تمن باب الشعرية، ثم تقدم باستقالته بسبب مرض ألم به في عام 1880، وقبلت الاستقالة، وتم صرف معاش له بواقع ربع الماهية وقدرها 350 قرشا. ثم أعيد تعيينه في دائرة البلدية حتى تم رفته بالاستصواب في 3 / 10 / 1882.
5
وفي عام 1885 تقدم في مسابقة بنظارة الأوقاف، عندما أعلنت عن رغبتها لقبول بعض المحامين للعمل لديها، ونال إسماعيل عاصم هذه الوظيفة
6
منذ 15 / 11 / 1885، واستمر بها حتى مارس 1889.
7
ناپیژندل شوی مخ
وبعد ترك الوظائف الحكومية بأقل من شهرين، افتتح مكتبا للمحاماة
8
بهذا الإعلان الذي نشرته مجلة الآداب قائلة: أديب الفاضل عزتلو إسماعيل بك عاصم مندوب قلم قضايا الأوقاف سابقا من كمال الاطلاع وحسن السمعة وطهارة الذمة والصدق في المعاملات، ولا نزيد القراء بيانا لفضله وشرحا لحقيقته، وقد تصدر الآن للمدافعة والمرافعة عن أرباب القضايا، معاهدا مروءته أن يخدم الفقراء والمساكين مجانا، وجعل مقر أعماله مكتبه بشارع محمد علي بالقرب من منزل شريعي باشا، فعلى من يهمهم النجاح في القضايا أن يلجئوا بحضرة البك المومأ إليه.
9
وفي 1 / 1 / 1892 أقام إسماعيل عاصم مأدبة فاخرة في أوتيل دوربان احتفالا بتعيين بليغ باشا رئيسا لمحكمة الاستئناف الأهلية، وتعيين الشاعر إسماعيل بك صبري وكيلا لها، وممن حضر من المشاهير سعد زغلول ونقولا توما وإبراهيم اللقاني وإبراهيم الهلباوي وأمين شميل.
10
وبدأ اسم إسماعيل عاصم كمحام يتردد على الألسنة، ووصلت شهرته إلى الذروة في سنوات قليلة، وقد عرف في عمله بالمحاماة بين زملائه بالسمعة الطيبة، والذمة والمقدرة، وقد ساعده حضور البديهة والاستعداد الكبير في الخطابة الارتجالية، وحسن الأسلوب والبلاغة على النجاح العظيم في مهنته كمحام، ومما يذكر أن «أول حكم صدر بوقف التنفيذ كان في قضية ترافع فيها.»
11
وتعتبر قضية الرقيق المشهورة في عام 1894، أول قضية مهمة بالنسبة إلى تاريخه في المحاماة. ففي هذه القضية تم اتهام علي باشا شريف وحسين باشا واصف والشواربي باشا والدكتور عبد الحميد بك الشافعي بشرائهم لبعض الجاريات، وتم سجنهم وإحالتهم لمجلس عسكري، ولكن علي باشا تحصن بالقنصل الإيطالي لحصوله على نيشان من أولي الأمر في إيطاليا يمنح حامله المعاملة كإيطالي، وبذلك خرج من السجن لحين المثول أمام المجلس. أما حسين باشا والدكتور عبدالحميد فقد ضمنهما عثمان باشا ماهر. أما الشواربي فقد هرب ولم يتمكن البوليس من القبض عليه، وقد ترافع إسماعيل عاصم عن حسين باشا واصف، وقد أدهش هيئة المحكمة بمنطقه السليم ومرافعته البليغة.
12 «وقد تولى الدفاع في كثير من القضايا المشهورة في تاريخ القضاء المصري كقضية الأزهر، وكان من بين المتهمين فيها أستاذنا الشيخ إبراهيم الدباغ، وقد استطاع في تلك القضية أن يخرج ببراءة ساحة الطلبة بعد أن استبكى المحكمة من مستمعين وقضاة ببلاغته وقوة تأثيره وضربه على الوتر الديني الحساس، واشترك مع هيئة الدفاع متطوعا في قضية دنشواي ، وقضية سبقتها على نسقها وكانت تماثلها في موضوعها، وله مواقف أخرى في قضايا أدبية واجتماعية أثارت ضجيج الرأي العام. كما كان يتطوع في مواقف المروءة والشرف؛ تمجيدا للدفاع عن الكرامة والعرض.»
ناپیژندل شوی مخ
13
واستمر هذا الرائد يعمل في المحاماة حتى عام 1917،
14
وأطلق عليه لقب «شيخ المحامين»، وكانت وفاته في 12 / 7 / 1919 عن ثمانين سنة من العمر، تاركا في الحياة زوجته فاطمة شركس وأنجاله الستة،
15
وقد نعته - بعض الصحف والمجلات،
16
مثل - جريدة «المقطم» قائلة: خسرت مصر هذين اليومين رجلا فاضلا وعالما نشيطا ومحاميا معروفا وخطيبا مشهورا؛ فقد استأثرت رحمة الله بالمرحوم إسماعيل بك عاصم، فبكاه أهله وأصدقاؤه ومحبوه الكثيرون في طول البلاد وعرضها؛ لأنه كان - رحمه الله - متصفا بحب الناس والعطف على المسكين ونصرة الضعيف وتأييد الأعمال الصالحة والمبادئ الطيبة، وشد أزر القائمين بها. طيب السريرة محمود الخصال، فلا غرو إذا شق نعيه على الجميع وأقبلت الجماهير الغفيرة من جميع الطبقات تشاطر عائلته الحزن والأسى على فقده، وهو والد حضرة صاحب العزة علي بك عاصم القاضي بمحكمة طنطا الأهلية، وشقيق حضرة خليل بك صادق
17
وصهر حضرات محمد أفندي بدر شركس ومحمد بك رفعت بوزارة الحقانية، وقد احتفل بجنازته ودفنه أول أمس في مشهد يليق بقدره، فخرج هذا المشهد من شارع الجنزوري بالعباسية إلى حيث صلي عليه، ثم دفن بالتكريم والاحترام مذكورا بطيب شمائله وحسن فعاله، تغمده الله بالرحمة والرضوان، وألهم حضرات نجله وسائر ذويه الكرام الصبر الجميل والعزاء.
ناپیژندل شوی مخ
18
وبعد مرور عام من الوفاة وفي 14 / 7 / 1920 أبنه أحمد شوقي بقصيدة قال فيها:
يا أبا عاصم وداع أخ كا
ن وراء البحار يوم احتجابك
جسمه يوم سرت بالغرب ثاو
بيد أن الفؤاد خلف ركابك
عبرات على التنائي أعانت
أدع الحاضرين من أحبابك
كانت الخمس
19
ناپیژندل شوی مخ
لاغترابي حدا
أي حد ترى لطول اغترابك
ما ملكت الإياب حتى دهمتني
صحف آذنت بطي كتابك
ناعيات نفح الربى من سجايا
ك وزهر الرياض من آدابك
وودادا على الزمان كريما
سبكت بتره الليالي السوابك
أي أعواد منبر لم تطأها
واسع الخطو في عنان خطابك
ناپیژندل شوی مخ
كل يوم من البلاغة وشي
فارسي وأنت للوشي حابك
وسيول من الفصاحة تترى
بين واديك جريها وشعابك
كنت كالدهر همة في الثمان
ين فما أنت في زمان شبابك
وإذا جرت المحاماة ذيلا
ونميناه كان فضل ثيابك
كنت في صرحك المشيد أساسا
أنت والمحسنون من أترابك
ناپیژندل شوی مخ
وإذا لم يكن ثوابك للغر
س فلا خير للجنى في ثوابك
فاجعل السابقين في كل فضل
أول الآخذين من إعجابك
يا قريب الجواب في الفضل والهز
ل عزيز علي بطء جوابك
لست أنساك والضيوف على الرح
ب بناديك والعفاة ببابك
طيبات تقدمتك إلى الأخ
رى وخير أقام في أعقابك
ناپیژندل شوی مخ
اطرح واسترح فكل خليل
سوف يدنو ترابه من ترابك
كلما مر من مصابك عام
وجدت مصر جدة لمصابك
20
في موكب الأدب
من يقرأ سيرة إسماعيل عاصم في موكب الحياة، يظن أن هذا الرجل قد أفنى حياته في العمل الوظيفي الروتيني منذ عام 1862 حتى وفاته عام 1919، ولم يتوقع أي إنسان أن هذا الرجل له أية اهتمامات أدبية أو فنية على الإطلاق، ولكن التاريخ كشف لنا العجب العجاب عن هذا الرجل المجهول؛ فالتاريخ أثبت لنا أن إسماعيل عاصم شاعر من أكبر شعراء عصره، وقصائده كانت تتصدر صفحات الصحف الأدبية منذ النصف الثاني من القرن الماضي. كما أنه من أصحاب المقامات، ومقامته «هدهد سبأ» خير دليل على ذلك، وهو من أشهر الخطباء في عصره، وبالأخص في الأندية والجمعيات الأدبية والمحافل الماسونية، وهو من كتاب المقالات الأدبية، ومناظرته مع محمد أبو شادي صاحب جريدة «الظاهر» خير دليل في هذا المجال، وأخيرا هو أول مؤلف للميلودراما في المسرح المصري، وأول محام مصري يعتلي خشبة المسرح كممثل هاو.
في الشعر
الشعر هو أول فن أدبي مارسه وبرع فيه إسماعيل عاصم منذ أن شب في الحياة. فعندما كان تلميذا بمدرسة القلعة، زارها سعيد باشا،
1
ناپیژندل شوی مخ
فمدحه التلميذ إسماعيل عاصم بقصيدة - تدل على فطرته الشعرية ومقدرته على نظم الشعر منذ عهد الصبا - مطلعها:
مدارس العلم بالأنوار قد سطعت
أرجاؤها لسعيد العصر مذ قدما
2
ولم يشغل العمل الوظيفي شاعرنا عن قرض الشعر، فنجده في أوقات الفراغ يتسلى إما بوضع الألغاز بصورة شعرية أو حل الألغاز
3
النثرية بالشعر أيضا، وإن دل هذا فإنما يدل على امتلاكه لناصية هذا الفن العربي الأصيل.
ففي 27 / 8 / 1870 نشر شاعرنا لغزا بمجلة «روضة المدارس المصرية» - عندما كان المعاون الأول بمديرية الفيوم - بدأه بهذه الأبيات:
ما اسم شيء للناس بالنفع قد عم
نصفه مهمل وباقيه معجم
ناپیژندل شوی مخ
ورباعي الحروف في العد لكن
حاز كل العلوم والله أعلم
نصفه الأولي رشف لذيذ
تارة والهلاك يحصل من ثم
4
وفي 12 / 10 / 1870 نشر بنفس المجلة حسن عاكف لغزا نثريا على هيئة مسألة حسابية.
5
فقام بحلها عاصم في 25 / 10 / 1870 - عندما كان المعاون الأول بمديرية الجيزة - لا بالنثر كما هو المعتاد في حل الألغاز النثرية، ولكن بأبيات شعرية دلالة على قدرته في هذا الفن، ومطلعها:
رأينا سؤالا للنجيب المدقق
يبين لنا عن فهمه المتأنق
ناپیژندل شوی مخ
6
وفي مجال مدح الملوك والسلاطين كانت له بعض القصائد، كأترابه من شعراء هذه الفترة. فقد مدح السلطان الغازي عبد الحميد خان
7
في أحد أعياد جلوسه السعيد على عرش السلطنة العثمانية بقصيدة طويلة مطلعها:
صفا الوقت فاغنم حظه فالصفا صدف
وعوض على النفس الأبية ما سلف
وله أيضا منظومة شعرية في الخديو توفيق قالها عند عودته من الإسكندرية عقيب الثورة العرابية عام 1882، مطلعها:
لله في الخلق لطف رق معناه
فليس يدري امرؤ ما كنه عقباه
وله منظومة أخرى قدمها للجناب العالي بمناسبة عيد الأضحى مطلعها:
ناپیژندل شوی مخ
ليس ارتياحي براح من يدي بكر
بل راحتي بكر معنى من سنا الفكر
8
وكما مدح وأثنى عاصم على الملوك والسلاطين كباقي الشعراء المشهورين، قرظ بعض الكتب أيضا كعادة الشعراء في ذلك الوقت. بل ووضع اسمه ضمن أشهر شعراء العصر في دليل مصر لعام 1889، أمثال: عبد الله باشا فكري والشيخ علي الليثي ومحمد عثمان جلال وعلي فهمي ابن رفاعة الطهطاوي وحفني ناصف وإسماعيل صبري.
ففي عام 1889 قرظ كتاب «دليل مصر لعامي 89-1890»
9
ليوسف آصاف وقيصر نصر بقصيدة منها هذه الأبيات:
سفر به شمس الفصاحة أسفرت
عن نور تاريخ الأواخر كالأوائل
جمع الحقائق والرسوم كأنما
ناپیژندل شوی مخ
في طيه سر الوجود له رسائل
نعم الكتاب كأنه في عصره
مرآة حال الكائنات بغير حائل
10
وفي 15 / 7 / 1893 نشرت مجلة «المنظوم» قصيدة لإسماعيل عاصم قالها في وداع ابنه علي عاصم، عندما سافر إلى أوروبا لدراسة القانون، وهي قصيدة مكتظة بالنصائح والإرشادات الواجبة من أب لابنه. فنجده يشد أزره حتى يعود ظافرا بعلمه، كما يوصيه بالتقوى والإيمان والتمسك بالدين، والبعد عن الرذائل. كما يرشده إلى مصاحبة الكرام ونبذ اللئام، وعدم العزلة عن الناس، بل دراسة طبائعهم، وينصحه بالتمسك بالعدل والابتعاد عن الظلم ... إلخ هذه النصائح. ومن أبيات هذه القصيدة:
فأوصيك بالتقوى فربك عالم
بسرك والنجوى عليك رقيب
حافظ على الإيمان ما استطعت وليكن
به من رضا المولى إليك نصيب
وأحبب لكل الناس ما أنت تبتغي
ناپیژندل شوی مخ