اسماعیل عاصم په ژوند او ادب کې بنډار
إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب
ژانرونه
الملك :
وبعد ذلك ماذا جرى، يا معدن الحكمة في الورى؟
عاقل :
ولما رأيت أحواله يا ملك السعادة خارقة للعادة، لححت عليه في السؤال؛ ليخبرني بحقيقة الحال. فقال لي إن هذه الصبية هي السيدة لطيفة بنت وزير الداخلية، وإنه سولت له وساوس العشق وأفكاره، واتفق مع اللحاد وجاء بجثتها إلى داره، وهيأ لها غرفة بديعة الأوصاف، وتوهمها عنده ليلة الزفاف، حتى إذا أسفر النور، يعيدها إلى ظلمة القبور. فصرت يا مولاي بين مكذب ومصدق، وجاهل ومحقق. ثم صعدت معه إلى قصره المنير، فوجدتها في الحقيقة بنت الوزير. فعجبت يا مولانا السلطان من هذا الاتفاق الذي لم يأت بمثله الزمان.
الملك :
كيف ذلك أيها الحكيم النبيل، وما هذا الكلام الشبيه بالمستحيل. لقد أخبرني أبوها أن الأطباء شخصوها، وحكموا بعد البحث الدقيق أنها ماتت بالتحقيق. فكيف يحيا من مات، ومضت على دفنه عدة ساعات؟! أم كيف عميت أطباء الحي، ولم يفرقوا بين المائت والحي؟! فلعل لطيفا أبهم عليك الحقيقة، وأخفى من وجله عنك الطريقة.
عاقل :
حاشا لله يا سلطان الزمان أن أعرض لجلالتكم شيئا قبل التثبت والتبيان، لا سيما أني أعرف لطيفة من صغرها، وكثيرا ما عالجتها في كبرها، ولكن ما رأيتها في المرض الأخير؛ بسبب نفرة حدثت بيني وبين أبيها الوزير؛ لأنه أساء معي التصريف، ولم يقبل رجائي في زواجها بلطيف، وأنه كثيرا ما يلتبس الإغمى بالممات، ويستمر مع الإنسان عدة ساعات، وإني بعد أن فوقتها من غمتها، وأخبرني لطيف بحكايتها، تحققت منها في الحال. فوجدته صادقا فيما قال، ولم أتمالك دون أن حضرت إلى عظمتكم؛ لأعرض ذلك على مسامع جلالتكم، وقد ضمنت لها الاقتران، بأمر مولانا السلطان. فأكرم يا مولاي شيبتي، ولا تتركني أذوب عندهم من خجلتي.
الملك :
ما أعجب هذه الحكاية، وأغرب هذه الرواية! ولولا وثوقي بصداقتك، ووقوفي على أمانتك، لقلت إنها رابعة المستحيلات؛ لأنه هيهات أن يرجع ما فات. فسبحانك يا مدبر الأمر بحكمتك، ومذلل الصعاب بقدرتك.
ناپیژندل شوی مخ