اسماعیل عاصم په ژوند او ادب کې بنډار
إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب
ژانرونه
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ، وقال جل شأنه للناس بيانا:
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ، وإن فؤادي مشغول عليه يا سالم. فانظر لعله يكون هذا القادم. إني مع ما أنا فيه من السقم، والعناء والألم، مضطرب الفكر على ولدي، وقد كاد غيابه يذيب كبدي. فيا ليت قلوب الأبناء تكون في الشفقة مثل قلوب الآباء.
لطيف (يدخل) :
لعلك يا والدي بخير وعافية، وسلامة وافية.
حليم :
آه يا ولدي الهمام! إني أحس بقرب الحمام، وأتمنى أن يكون غير بعيد. فإنه لا خير في حياة ذات تنكيد، واعلم يا ولدي أن متاع الدنيا قليل، وأنها لا تروي لقلب عليها غليل، ومهما طال العمر فيها قصير، وكما نشأنا من التراب فإليه نصير، والعاقل من اعتبر بأمسه وعمل لغده، وكف عن الناس شر لسانه ويده. فأوصيك يا بني بتقوى الله، والإعراض عما سواه، وأن يكون اتكالك عليه، فالأمر منه وإليه. وليكن لك واعظ من نفسك، ورقيب من عقلك، لا من أبناء جنسك. وإياك والمباهاة والمفاخرة، واتبع فيما أتاك الله الدار الآخرة. وعليك بالاستقامة، فإنها عنوان الكرامة، والتزم العفاف، واحكم بالإنصاف، وحذار من الحسد؛ فإنه داعية النكد. واجتنب حقد الصدور، فإنه مفتاح الشرور، وأحبب لغيرك ما تحب لذاتك، ولا تمش خلف شهواتك ولذاتك، واحفظ أحباب أبيك، ولا تجعل أعدائي من محبيك، فيخبوا دمك خب، ويخلصوا من الابن ما فعل الأب. آه ... آه ... واعلم يا ولدي أني راحل عنك، وسأصير بعيدا منك. فلا تجزع لفقدي، ولا تطيل الحسرة من بعدي، وانظر في تحسين أمرك، وما يكون فيه حياة ذكري وذكرك.
لطيف :
عافاك الله وشفاك، وجعلني يا والدي فداك.
حليم :
دع ما لا يفيد، واسمع نصحي المفيد. فإني تركت لك ذخيرة حسنة، وكنزا من بعدي لا يفنى، وهو أخي وصديقي، وحبيبي ورفيقي، أرسطاليس زمانه، وجالينوس أوانه، طبيب حضرة السلطان، وحكيم الدولة المشار إليه بالبنان، الفيلسوف الكامل، الحكيم عاقل. فإني لم أتخذ خليلا سواه، ولا اعتمدت على غيره بعد الله. فاجعله يا ولدي محل سرك، وإليه يكون مرجع أمرك، ولا يغرك الإكثار من الأصحاب، فإنهم لا يعرفونك إلا ما دام بيتك مفتوح الباب، وإن أخنى عليك الزمن، أو داهمتك المحن، فإنهم لا يعرفون لك قيمة، وأولئك البعد عنهم غنيمة. (يدخل سالم الخادم.)
ناپیژندل شوی مخ