يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن ،
38
وكان الرجل يقول لزوجته إذا طهرت من طمثها:
39
أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه لتحمل ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا حتى يتبين حملها، يفعل ذلك رغبة في نجابة الأولاد، وهذا نكاح الاستبضاع، وكان يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبونها عن رضا منها، فإذا حملت ووضعت أرسلت إليهم وخاطبتهم فيما كان من أمرهم معها، وألحقت الولد بمن أحبت لا يمتنع من قبوله. وينصب البغايا على أبوابهن رايات ليعرف محلهن، ومنه نكاح الخدن وهو المشار إليه بقوله تعالى:
محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان ، وكانوا يقولون: ما استتر فلا بأس به وما ظهر فهو لوم. ومنه نكاح المتعة وهو التزوج إلى أجل، ومنه نكاح البدل وهو أن يقول الرجل للرجل: انزل لي عن امرأتك وأنزل لك عن امرأتي، ومنه نكاح الشغار وهو أن يزوج الرجل ابنته أو أخته أو ابنة أخيه من رجل آخر على أن يزوجه هذا الرجل ابنته أو أخته ليس بينهما صداق.
ومنهم من كانوا يقولون: الملائكة بنات الله، فألحقوا البنات به سبحانه، وإلى هؤلاء القوم يشير تعالى:
ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون * وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون .
40
وقد كانت للعرب أوابد أي؛ دواه تجافى الإسلام عنها وأبطلها، حرصا على حقوق المرأة وسلامة البيوت من العهر، على أن قريشا كانت أنكحتها قبل الإسلام مستقيمة إلا ما ندر، وقريش أصح العرب أخلاقا وأنسابا وعفة وأنفة، تجردت نفوس أكثرهم عن لوثات القبائل المجاورة، وكانوا لا يحجبون نساءهم لما يعرفون من أنفسهم من العفة والحشمة، وكان شعراؤهم يعشقون ويعفون، وربما هلكوا بعشقهم وما باحوا به، حتى لا يفتضحوا ويفضحوا غيرهم، وأكثر حبهم عذري لا ريبة فيه.
ناپیژندل شوی مخ